ويحدّث ابن وكيدة أنّه سمع الرأس يقرأ
سورة الكهف ، فشكّ في أنّه صوته أو غيره فترك (عليه السّلام) القراءة والتفت إليه
يخاطبه : «يابن وكيدة أما علمت أنّا معشر الأئمّة أحياء عند ربهم يرزقون؟».
فعزم على أنْ يسرق الرأس ويدفنه. وإذا
الخطاب من الرأس الأزهر : «يابن وكيدة ، ليس إلى ذلك من سبيل ، إنّ سفكهم دمي أعظم
عند الله من تسييري على الرمح ، فذرهم فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم
والسّلاسل يسحبون» [١].
قال المنهال بن عمرو : رأيت رأس الحسين
(ع) بدمشق على رمح وأمامه رجل يقرأ سورة الكهف حتّى إذا بلغ إلى قوله تعالى : (أَمْ
حَسِبْتَ أَنّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً)
نطق الرأس بلسان فصيح : «أعجب من أصحاب
الكهف ، قتلي وحَملي» [٢].
ولمّا أمر يزيد بقتل رسول ملك الروم حيث
أنكر عليه فعلته نطق الرأس بصوت رفيع : «لا حول ولا قوّة إلاّ بالله» [٣].