قال ابن جرير : أرسل ابن زياد عبد الملك
بن الحارث السّلمي إلى المدينة ليبشّر عمرو بن سعيد الأشدق [٢]
بقتل الحسين ، فاعتذر بالمرض ، فلم يقبل منه ، وكان ابن زياد شديد الوطأة لا يصطلى
بناره ، وأمره أن يجدَّ السّير ، فإن قامت به الراحلة يشتري غيرها ، ولا يسبقه الخبر
من غيره ، فسار مجدَّاً حتّى إذا وصل المدينة لقيه رجل من قريش وسأله عمّا عنده
فقال له : الخبر عند الأمير. ولمّا أعلم ابن سعيد بقتل الحسين ، فرح واهتزّ بشراً
وشماتة.
وأمر المنادي أن يعلن بقتله في أزقّة
المدينة ، فلم يسمع ذلك اليوم واعية مثل واعية نساء بني هاشم في دورهن على سيّد
شباب أهل الجنّة واتّصلت الصيحة بدار الأشدق فضحك وتمثّل بقول عمرو بن معد يكرب :
[١] من قصيدة للسيد
صالح ابن العلامة السيّد مهدي بحر العلوم.
[٢] في مجمع الزوائد
لابن حجر الهيثمي ٥ ص ٢٤٠ ، وتطهير الجنان على هامش الصواعق المحرقة ص ١٤١ : عن
أبي هريرة قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : «ليرعفنّ على منبري
جبّار من جبابرة بني اُميّة فيسيل رعافه» وقد رعف عمرو بن سعيد وهو على منبره (ص) حتّى
سال رعافه.