وأقبل ابن سعد إلى النّساء ، فلمّا
رأينه بكين في وجهه ، فمنع القوم عنهنّ ، وقد أخذوا ما عليهنّ ولم يردّوا شيئاً [١]
، فوكّل جماعة بحفظهنّ ، وعاد إلى خيمته :
ونادى ابن سعد : ألا من ينتدب إلى
الحسين فيوطىء الخيل صدره وظهره. فقام عشرة [٣]
منهم ؛ إسحاق بن حوية [٤]
، والأحبش بن مرثد بن علقمة بن سلمة الحضرمي ، وحكيم بن الطفيل السنبسي ، وعمرو بن
صبيح الصيداوي ، ورجاء بن منقذ العبدي ، وسالم بن خيثمة الجعفي ، وصالح بن وهب
الجعفي ، وواخط بن
[١] كامل ابن الأثير
٤ ص ٣٢ : ويحدّث مصعب الزبيري بشيء غريب ، فيقول في نسب قريش ص ٥٨ : ابن بعض مَن
كان في الجيش أخذ علي بن الحسين (ع) وغيّبه عن النّاس وكان يُكرمه ويُحسن إليه ، فلمّا
سمع المنادي يقول : مَن جاء بعلي بن الحسين فله ثلثمئة درهم. جاء وقيّد يدَيه إلى
عنقه وأتى به إلى ابن زياد وأخذ الجائزة. وأراد ابن زياد قتله لولا أنّ عمّته زينب
وقعت عليه ، وقالت لابن زياد : اقتلني قبله. انتهى.
وأنت إذا عرفت أنّ زين العابدين (ع) مع
ما به من المرض هو الكفيل والمحامي لحرم رسول الله (ص) ، فلا يمكّن الله تعالى
أحداً منه فيغيبه عن عياله الفواقد ، كيف يكون حالهنّ إذا فقدن المحامي والمصبّر
لهن؟ مع أنّ أحداً من المؤرخين لَم يذكره حتّى على الاحتمال البعيد ، لكن الزبيري
أراد أن يسوّد صحيفته بالمفتريات.