ولم يمسّ أحد من الزعفران الذي نهبوه
إلا احترق البدن ، وعاد الورس رماداً ، والإبل المنهوبة صار لحمها مثل العلقم وكانوا
يرون النّار تخرج منها [٣].
ولم تُعرف الحمرة في السّماء إلاّ يوم
قتْل الحسين (ع) [٤].
قال ابن الجوزي : كلّ واحد من النّاس إذا غضب أثر الغضب في وجهه. ولمّا تنزّه
الحقّ جلّ شأنه على الجسميّة أظهر تأثير غضبه على مَن قتل الحسين (ع) بحمرة الأُفق
؛ إظهاراً لعظيم الجناية. ثمّ قال : لقد منع النّبي (ص) من النّوم أنين عمّه
العبّاس بن عبد المطلب لمّا اُسر يوم بدر ، وأوثق كتافاً ، فكيف به لَو يسمع أنين
الحسين (عليه السّلام)؟ ولمّا أسلم وحشي ، قاتل حمزة ، قال له النّبي (ص) : «غيّب
وجهك عنّي ؛ فإنّي لا أحبّ أنْ أرى قاتل الأحبّة». مع أنّ الإسلام يجُبّ ما قبله ،
فكيف به لو يرى مَن ذبح ولده وحمل أهله على أقتاب الجمال [٥].
[١] مقتل الخوارزمي ٢
ص ١٠٠ : وإذا كان القسطلاني يحدّث في إرشاد الساري ٩ ص ١١٤ عن نَوح الجنّ على عمر
، وابن كثير يذكر في البداية ١٠ ص ٢٩٨ نَوح الجنّ على بشر الحافي ، فسيّد شباب أهل
الجنّة وروح النّبي (ص) أحرى بنَوحهم عليه.