responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 295

وبعد ذلك جاء الخبر بقتل الحسين (ع) في الوقت الذي شاهدوا منها هذه الغريبة. وقدّم دعبل الخزاعي ثلاثة أبيات لهذين البيتين فقال :

زرْ خير قبرٍ بالعراق يُزارُ

واعْص الحمار فمَنْ نهاك حمار

لِمَ لا ازورك يا حسين لك الفدى

قومي ومن عطفت عليه نزار

ولك المودة في قلوب ذوي النهى

وعلى عدوك مقتةٌ ودمار [١]

ومعنى البيت الثاني من البيتين أخذه بعض شعراء الشيعة الأقدمين فنظمه في ثلاثة أبيات فقال :

عجباً لمصقولٍ علاك فَرَنْدُهُ

يوم الهياج وقد علاك غبار

ولأسهمٍ نفذتك دون حرائر

يدعون جَدّك والدموع غزار

هلّا تكسرت السهام وعاقها

عن جسمك الاجلال والاكبار [٢]

ولم يمسّ أحد من الزعفران الذي نهبوه إلا احترق البدن ، وعاد الورس رماداً ، والإبل المنهوبة صار لحمها مثل العلقم وكانوا يرون النّار تخرج منها [٣].

ولم تُعرف الحمرة في السّماء إلاّ يوم قتْل الحسين (ع) [٤]. قال ابن الجوزي : كلّ واحد من النّاس إذا غضب أثر الغضب في وجهه. ولمّا تنزّه الحقّ جلّ شأنه على الجسميّة أظهر تأثير غضبه على مَن قتل الحسين (ع) بحمرة الأُفق ؛ إظهاراً لعظيم الجناية. ثمّ قال : لقد منع النّبي (ص) من النّوم أنين عمّه العبّاس بن عبد المطلب لمّا اُسر يوم بدر ، وأوثق كتافاً ، فكيف به لَو يسمع أنين الحسين (عليه السّلام)؟ ولمّا أسلم وحشي ، قاتل حمزة ، قال له النّبي (ص) : «غيّب وجهك عنّي ؛ فإنّي لا أحبّ أنْ أرى قاتل الأحبّة». مع أنّ الإسلام يجُبّ ما قبله ، فكيف به لو يرى مَن ذبح ولده وحمل أهله على أقتاب الجمال [٥].


[١] مقتل الخوارزمي ٢ ص ١٠٠ : وإذا كان القسطلاني يحدّث في إرشاد الساري ٩ ص ١١٤ عن نَوح الجنّ على عمر ، وابن كثير يذكر في البداية ١٠ ص ٢٩٨ نَوح الجنّ على بشر الحافي ، فسيّد شباب أهل الجنّة وروح النّبي (ص) أحرى بنَوحهم عليه.

[٢] مناقب ابن شهر آشوب ٢ ص ٣٨٠.

[٣] الخصائص الكبرى ٢ ص ١٢٦ ، وتاريخ ابن عساكر ٤ ص ٣٣٩ ، وتهذيب التهذيب ٢ ص ٣٥٤ ومجمع الزوائد ٩ ص ٩٦ ، والكواكب الدريّة ١ ص ٥٦ ، ومقتل الخوارزمي ٢ ص ٩٠.

[٤] الصواعق المحرقة ص ١١٦.

[٥] تذكرة الخواص ص ١٥٤ ، والصواعق المحرقة ص ١١٦.

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست