بلى ، لقد تغيّرت أوضاع الموجودات ، واختلفت
الكائنات ، فبكته الوحوش وجرت دموعها رحمةً له. قال أمير المؤمنين (ع) : «بأبي
واُمّي الحسين المقتول بظهر الكوفة ، والله كأنّي أنظر إلى الوحوش مادة أعناقها
على قبره تبكيه ليلاً حتّى الصباح» [٢].
ومطرت السّماء دماً [٣]
فأصبحت الحباب والجرار وكلّ شيء ملآن دماً [٤]
وحتّى بقي أثره على البيوت والجدران مدّة [٥]
، ولَم يُرفع حجر إلاّ وُجِد تحته دم عبيط [٦]
حتّى في بيت المقدس [٧].
ولمّا دخل الرأس المقدّس إلى قصر الإمارة سالت الحيطان دماً [٨]
، وخرجت نار من بعض جدران قصر الإمارة وقصدت
[١] للشيخ محمّد بن
شريف بن فلاح الكاظمي صاحب القصيدة الكرّاريّة في مدح أمير المؤمنين ونظَمها سنة
١١٦٦ وقرَّضها ثمانية عشر شاعراً من اُدباء عصره ، والعينيّة تبلغ ٣٩ بيتاً في
مجموعة عند الحجة الأميني صاحب الغدير وتقدّمت قطعة منها في عنوان (كربلاء).