لقد عمَّ الاستياء في هذه الليلة عالَم
المُلك والملكوت ، وللحور في غرف الجنان صراخ وعويل ، وللملائكة بين أطباق
السّماوات نشيج ونحيب ، وندبته الجنّ في مكانها [٢].
يقول ابن أبي الحديد : بنى عبيد الله بن
زياد بالبصرة أربعة مساجد ، تقوم على بغض علي بن أبي طالب (ع) [٣].
ليس هذا لرسول الله يا
اُمة الطغيان والبغي جزا
لو رسول الله يحيا بعده
قعد اليوم عليه للعزا
رأت رسولَ الله (ص) اُمُ سلمة [٤]
في المنام ، أشعث مغبراً وعلى رأسه التراب ، فقالت له : يا رسول الله ما لي أراك
أشعث مغبراً؟ قال (ص) : «قُتل ولدي الحسين ، وما زلتُ أحفر القبور له ولأصحابه» [٥]
، فانتبهتُ فزعة ونظرتُ إلى القارورة التي
[١] من قصيدة في
الحسين للعلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي.
[٢] اكام الجان للشيخ
بدر الدين محمّد بن عبد الله الشبلي الحنفي : المتوفّى سنة ٧٦٩ صفحة ١٤٦ ، وتاريخ
ابن عساكر ٤ ص ٣٤١ ، ومجمع الزوائد لابن حجر ٩ ص ١٩٩ ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٣٩
، والكواكب الدرية للمناوي ١ ص ٥٦.
[٣] شرح النّهج لابن
أبي الحديد ١ ص ٣٨٦ الطبعة الاُلى مصر ، وفي سفينة البحار ١ ص ٦٠٢ الطبعة الحجر عن
البحار ٨ ص ٧٢٩.
[٤] قال ابن الأثير
في الكامل ٣ ص ٣٨ : يستقيم هذا بناءً على وفاتها بعد الخمسين. وفي الإصابة ٤ ص ٤٦٠
بترجمتها عن ابن حيان : ماتت اُمّ سلمة سنة ٦١ ، وقال أبو نعيم : ماتت سنة ٦٢ وهي
آخر اُمّهات المؤمنين ، وعند الواقدي : ماتت سنة ٥٩. وفي تهذيب الأسماء للنووي ٢ ص
٣٦٢ عن أحمد بن أبي خيثمة : ماتت في ولاية يزيد بن معاوية. وفي مرآة الجنان
لليافعي ١ ص ١٣٧ : توفّيت اُمّ سملة اُمّ المؤمنين سنة ٦١ ، وابن كثير في البداية
وان تبع الواقدي إلا أنّه قال الأحاديث المتقدّمة في مقتل الحسين تدلّ على أنّها
عاشت إلى ما بعد مقتله. وفي عمدة القاري للعيني شرح البخاري ١ ص ٤٢٧ آخر بحث
القنوت : إنّ اُمّ سلمة ماتت في شوّال سنة تسع وخمسين. وفي تهذيب تاريخ ابن عساكر
٤ ص ٣٤١ : عن الواقدي ماتت اُمّ سلمة قبل مقتل الحسين بثلاث سنين ، ولكن في اُصول
الكافي عن أهل البيت : إنّ الحسين (ع) أودعها ذخائر الإمامة وأوصاها أن تدفعها إلى
زين العابدين (ع). وفي سير أعلام النبلاء للذهبي ٢ ص ١٤٢ : اُمّ سلمة زوجة رسول
الله (ص) آخر مَن مات من اُمّهات المؤمنين ، عمّرت حتّى بلغها مقتل الحسين الشهيد
(ع) فوجمت لذلك وغشي عليها وحزنت عليه كثيراً ، ولم تلبث بعده إلاّ يسيراً ، وانتقلت
إلى الله تعالى. وفي صفحة ١٤٦ : عن شهر قال : أتيتُ اُمّ سلمة اُعزّيها بالحسين (ع).
[٥] أمالي الشيخ
الصدوق ص ٥٦ ، وفي تهذيب التهذيب ٢ ص ٣٥٦ ، وذخائر العقبى للمحب الطبري ص ١٤٨ ، وتاريخ
الخلفاء للسيوطي ص ١٣٩ ، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٣ ص ٢١٣ : إنّ اُمّ سلمة رأت
رسول الله في المنام وأخبرها بقتل الحسين (عليه السّلام).