responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 265

مكترث بالجمع ولا مبال بالاُلوف.

أهوى يشدّ حذاءه

والحرب مشرعة لأجله

ليسومها ما إن غلت

هيجاؤها بشراك نعله

متقلداً صمصامه

متفّيئاً بظلال نصله

لا تعجبنّ لفعله

فالفرع مرتهن بأصله

السُّحْبُ يخلفها الحيا

والليث منظور بشبله [١]

وبينا هو على هذا إذ شدّ عليه عمرو بن سعد بن نُفيل الأزدي ، فقال له حميد بن مسلم : وما تريد من هذا الغلام؟ يكفيك هؤلاء الذين تراهم احتوشوه. فقال : والله لأشدنّ عليه. فما ولّى حتّى ضرب رأسه بالسّيف ، فوقع الغلام لوجهه فقال : يا عمّاه! فأتاه الحسين كالليث الغضبان ، فضرب عمراً بالسّيف فاتّقاه بالسّاعد فأطنّها [٢] من المرفق ، فصاح صيحةً عظيمةً سمعها العسكر ، فحملت خيل ابن سعد لتستنقذه ، فاستقبلته بصدرها ووطأته بحوافرها فمات.

وانجلت الغبرة وإذا الحسين (ع) قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجليه. والحسين (ع) يقول : «بُعداً لقوم قتلوك! خصمهم بوم القيامة جدّك».

ثمّ قال : «عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك ثمّ لا ينفعك ، صوتٌ والله كثر واتره وقلَّ ناصره». ثمّ احتمله وكان صدره على صدر الحسين (ع) ورجلاه يخطّان في الأرض ، فألقاه مع علي الأكبر وقتلى حوله من أهل بيته [٣] ، ورفع طرفه إلى السّماء وقال : «اللهمّ أحصهم عدداً ، ولا تغادر منهم أحداً ، ولا تغفر لهم أبداً ، صبراً يا بني عمومتي ، صبراً يا أهل بيتي ، لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم أبداً» [٤].

ناهيك بالقاسم بن المجتبى حسن

مزاول الحرب لم يعبأ بما فيها

كأنَّ بيض مواضيها تكلِّمه

غيدٌ تغازله منها غوانيها

كأنّ سمر عواليها كؤوس طلا

تزفّها راح ساقيها لحاسيها


[١] للعلامة السيّد مير علي أبو طبيخ رحمه الله.

[٢] في الصحاح ضربه فأطنّ ساقه أي : قطعها ، يراد بذلك صوت القطع.

[٣] تاريخ الطبري ٦ ص ٢٥٧ ، والبداية لابن كثير ٨ ص ١٨٦ ، والإرشاد.

[٤] مقتل الخوارزمي ٢ ص ٢٨.

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست