وخرج أبو بكر بن الحسن بن أمير المؤمنين
(ع) ، وهو عبد الله الأكبر ، واُمّه اُمّ ولد [١]
يقال لها رملة [٢]
، فقاتل حتّى قُتل [٣].
وخرج من بعده أخوه لاُمّه وأبيه القاسم [٤]
، وهو غلام لَم يبلغ الحلم ، فلمّا نظر إليه الحسين (عليه السّلام) اعتنقه وبكى [٥]
ثمّ أذن له ، فبرز كأنّ وجهه شقّة قمر [٦]وبيده
السّيف وعليه قميص وإزار وفي رجلَيه نعلان ، فمشى يضرب بسيفه فانقطع شسع نعله
اليسرى [٧]ـ
وأنف ابن النّبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يحتفي في الميدان ـ فوقف
يشدّ شسع نعله [٨]
وهو لا يزن الحرب إلاّ بمثله غير
[٢] في الحدائق
الوردية : اُمّه واُمّ القاسم رملة ، وفي تذكرة الخواص ص ١٠٣ ، عن طبقات ابن سعد :
نفيلة اُمّ القاسم وأبي بكر وعبد الله. وفي مقاتل أبي الفرج ، اُمّ ولد لا تُعرف.
وفي نسب قريش ص ٥٠ ، لمصعب الزبيري : القاسم وأبو بكر قتلا بالطفّ ولا عقب لها.
[٣] في إعلام الورى
الطبرسي ص ١٢٧ ، والمجدي في النسب لأبي الحسن العمري ، وإسعاف الراغبين على هامش
نور الأبصار ، ٢٠٢ : إنّه تزوّج من سكينة بنت الحسين (ع). وفي المترادفات للمدائني
ص ٦٤ في المجموعة الاُولى نوادر المخطوطات : كان عبد الله بن الحسن أبا عذرها. وفي
تاج العروس ٤ ص ٣٨٧ : يقال : لله أبا عذرها ، إذا افترعها وافتضها.
[٤] كلّ ما يُذكر في
عرس القاسم غير صحيح ؛ لعدم بلوغه سنّ الزواج ، ولم يرد به نصّ صحيح من المؤرّخين.
والشيخ فخر الدين الطريحي عظيم القدر جليل في العلم ، فلا يمكن لأحد أنْ يتصوّر في
حقّه هذه الخرافة ، فثبوتها في كتابه المنتخب ، مدسوسة في الكتاب ، وسيحاكِم الطريحي
واضعها في كتابه. وما أدري من أين أثبت عرسه فضيلة السيّد علي محمّد اللكنهوي
الملقّب بـ (تاج العلماء) فكتب رسالة في عرسه سمّاها (القاسميّة) ، كما جاء في
الذريعة للطهراني ١٧ ص ٤ ، رقم ١٩.
[٥] مقتل الخوارزمي ٢
ص ٢٧. وذكر الخوارزمي : إنّ الحسين (ع) أبى أنْ يأذن له ، فما زال الغلام يقبّل
يدَيه ورجلَيه حتّى أذن له. أقول : هذا الخبر ينافيه ، ما تقدّم من إخبار الحسين (ع)
ليلة عاشوراء أصحابه وأهل بيته بقتلهم جميعاً حتّى القاسم والرضيع ، وهذا الحديث
كحديث عرس القاسم لا صحّة له.
[٧] تاريخ الطبري ٦ ص
٢٥٦ ، ومقاتل أبي الفرج ، ومقتل الخوارزمي ٢ ص ٢٧ ، وفي الإرشاد وإعلام الورى : شسع
أحدهما.
[٨] ذخيرة الدارين ص ١٥٢
، وإبصار العين ص ٣٧ : أقول : لا غرو من ابن المصطفى إذ أنف أنْ يحتفي في الميدان
، فهذا أبو الفرج يحدّث في الأغاني ١١ ص ١٤٤ : أنّ جعفر بن علية بن ربيعة بن عبد
يغوث ، من بني الحارث بن كعب ، لمّا جيء به ؛ ليقاد مه ، فبينا هو يمشي إذ انقطع
شسع نعله ، فوقف يصلحه. فقال له رجل : ألا يشغلك ما أنت فيه عن هذا؟ فقال جعفر :