وأخبر الرسول ابن زياد بما قاله أبو عبد
الله (ع) فاشتدّ غضبه [٢]
، وأمر عمر بن سعد بالخروج إلى كربلاء ، وكان معسكِراً (بحمام أعين) في أربعة آلاف
ليسير بهم إلى دستبى ؛ لأنّ الديلم قد غلبوا عليها [٣]
، وكتب له ابن زياد عهداً بولاية الري وثغر دستبى والديلم [٤]
فاستعفاه ابن سعد ، ولمّا استردّ منه العهد استمهله ليلته ، وجمع عمر بن سعد
نصحاءه فنهوه عن المسير لحرب الحسين ، وقال له ابن اُخته حمزة بن المغيرة بن شعبة
: اُنشدك الله أنْ لا تسير لحرب الحسين ، فتقطع رحمك وتأثم بربّك ، فوالله لئن
تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلّه لو كان لك لكان خيراً لك من أنْ تلقى الله
بدم الحسين [٥].
فقال ابن سعد : أفعل إنْ شاء الله. وبات
ليلته مفكّراً في أمره وسُمع يقول :
[٣] في تجريد الاغاني
١ ص ٢٧٧ القسم الأول ، لابن واصل الحموي المتوفّى سنة ٦٩٧ ـ في أول أخبار
حنين قال : عرف هذا الحمام بأعين حاجب بشر بن مروان بن الحكم. وفي معجم البلدان ٣ ص
٣٣٤ : مادة حمام أعين بالكوفة منسوب إلى أعين مولى سعد بن أبي وقاص.
[٥] الأخبار الطوال ص
٢٥١ ، وفي معجم البلدان ٤ ص ٥٨ : دستبى (بفتح أوّله وسكون ثانيه وفتح التاء
المثناة من فوق والباء الموحدة المقصورة) : كورة كبيرة بين همدان والري ، فقسم
يقال له دستبى الرازي وقسم دستبى همدان ، وبسعي أبي مالك حنظلة بن خالد التميمي
اُضيفت إلى قزوين.
[٦] في أحسن التقاسيم
للمقدسي ص ٣٨٥ : قال : وهذه المدينة أهلكت عمر بن سعد الشقي حتّى قتل الحسين بن
علي ، ثمّ اختارها مع النّار حيث يقول أخزاه الله (وذكر البيتين) كما هنا إلاّ
قوله (والري رغبتي).