وخرج الحسين من المدينة متوجّهاً نحو
مكّة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب ومعه بنوه وإخوته وبنو أخيه الحسن وأهل بيته [٢]
، وهو يقرأ : (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَبُ
قَالَ رَبّ نَجّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ).
ولزم الطريق الأعظم ، فقيل له : لو
تنكّبت الطريق كما فعل ابن الزبير ؛ كيلا يلحقك الطلب ، قال : «لا والله ، لا
أفارقه حتّى يقضي الله ما هو قاض».
ودخل مكّة يوم الجمعة لثلاث مضين من
شعبان وهو يقرأ :
فنزل دار العبّاس بن عبد المطلب [٤]
واختلف إليه أهل مكّة ومَن بها من المعتمرين وأهل الآفاق ، وابن الزبير ملازم جانب
الكعبة ، ويأتي إلى الحسين فيمَن يأتيه وكان ثقيلاً عليه دخول الحسين مكّة ؛ لكونه
أجلَّ منه وأطوع في النّاس ، فلا يبايَع له ما دام الحسين فيها.
وخرج (ع) في بعض الأيام إلى زيارة قبر
جدّته خديجة ، فصلّى هناك وابتهل إلى الله كثيراً [٥].
[١] للعلامة الحجة
الشيخ محمّد حسين الاصفهاني قدّس الله سرّه.