وفي مكّة كتب الحسين (ع) نسخة واحدة إلى
رؤساء الأخماس بالبصرة وهم ؛ مالك بن مسمع البكري [٢]
، والأحنف بن قيس ، والمنذر بن الجارود [٣]
، ومسعود بن عمرو ، وقيس بن الهيثم ، وعمرو بن عبيد بن معمر. وأرسله مع مولى له
يقال له سليمان [٤]
وفيه : «أمّا بعد ، فإنَّ الله اصطفى محمداً (ص) من خلقه وأكرمه بنبوّته واختاره
لرسالته ، ثمّ قبضه إليه ، وقد نصح لعباده وبلّغ ما اُرسل به (ص) وكنّا أهله
وأولياءه وورثته وأحقّ النّاس بمقامه في النّاس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا
وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا
ممَّن تولاه ، وقد بعثتُ رسولي إليكم بهذا الكتاب وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة
نبيّه ، فإنّ السُنَّة قد اُميتت والبدعة قد اُحييت ، فإنْ
[١] لحجّة الإسلام
الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء قدّس سرّه.
[٢] في تاريخ الطبري
٦ ص ٦٣ الطبعة الاُولى سنة ٣٨ : كان مالك بن مسمع مائلاً إلى بني أمية وإليه لجأ
مروان يوم الجمل.
[٣] في الاصابة ٣ ص ٤٨٠
: كان المنذر بن الجارود مع علي (ع) يوم الجمل ، وأمّره على اصطخر ، واُمّه اُمامة
بنت النعمان ، وولاه عبيد الله بن زياد الهند ، فمات هناك سنة ٦١ ، وعند خليفة : ولاه
السند فمات به سنة ٦٢.
وفي تاريخ الطبري ٧ ص
١٨٣ الطبعة أولى سنة ٧١ : أنّ مصعب بن الزبير قال للحكم بن المنذر بن
الجارود : كان الجارود علجا بجزيرة (ابن كاوان) فارسياً ، فقطع إلى ساحل البحر
فانتمى إلى عبد القيس ، ولا والله ما أعرف حياً أكثر اشتمالا على سوأة منهم ثم
انكح اخته المكعبر الفارسي فلم يصب شرفاً قط.
[٤] هذا في تاريخ
الطبري ٦ ص ٢٠٠ ، وفي اللهوف ص ٢١ : يكنّى أبا رزين ، وفي مثير الأحزان ص ١٢ : أرسله
مع ذراع السدوسي.