responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 130

فصال عليهم صولة الليث مغضباً

وعسا له خصم النفوس وصارمه

فحكَّم في أعناقهم نافذ القضا

صقيلاً فلا يستأنف الحكم حاكمه

الى أن أعاد الدين غضّاً ولم يكن

بغير دماء السّبط تسقى معالمه [١]

ووضّح لابن الزبير ما عزم عليه الحسين من ملاقاة الوالي في ذلك الوقت ، فأشار عليه بالترك حذار الغيلة ، فعرّفه الحسين (ع) القدرة على الامتناع [٢]. وصار إليه الحسين في ثلاثين [٣] من مواليه وأهل بيته وشيعته ، شاكين بالسّلاح ، ليكونوا على الباب فيمنعونه إذا علا صوته [٤] وبيده قضيب رسول الله (ص). ولمّا استقرّ المجلس بأبي عبد الله (ع) ، نعى الوليد إليه معاوية ، ثم عرض عليه البيعة ليزيد ، فقال (ع) : «مثلي لا يبايع سرّاً ، فإذا دعوتَ النّاس إلى البيعة دعوتنا معهم ، فكان أمراً واحداً» [٥].

فاقتنع الوليد منه ، لكن مروان ابتدر قائلاً : إن فارقك السّاعة ولم يبايع ، لم تقدر منه على مثلها حتّى تكثر القتلى بينكم ، ولكن احبس الرجل حتّى يبايع أو تضرب عنقه.

فقال الحسين : «يابن الزرقاء [٦] أنت تقتلني أم هو؟! كذبت وأثمت» [٧].


[١] من قصيدة للعلامة الشيخ محمّد تقي آل صاحب الجواهر.

[٢] ابن الأثير ٤ ص ٦.

[٣] اللهوف للسيّد رضي الدين ابن طاووس.

[٤] مقتل الخوارزمي ١ ص ١٨٣ الفصل الثامن.

[٥] الطبري ٦ ص ١٨٩.

[٦] في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص ٢٢٩ ، طبع ايران ، والاداب السلطانية للفخري ص ٨٨ ، كانت جدّة مروان من البغايا. وفي كامل ابن الأثير ٤ ص ٧٥ ، كان الناس يعيّرون ولد عبد الله بن مروان بالزرقاء بنت موهب ؛ لانّها من المومسات ومن ذوات الرايات. وفي تاريخ ابن عساكر ٧ ص ٤٠٧ ، جرى كلام بين مروان وعبد الله بن الزبير فقال له عبد الله : وإنك لههنا يابن الزرقاء. وفي أنساب الاشراف للبلاذري ٥ ص ١٢٩ ، قال عمرو بن العاص لمروان ـ في كلام جرى بينهما ـ : يابن الزرقاء ، فقال مروان : إن كانت زرقاء ، فقد أنجبت وأدت الشبه إذا لم تؤده غيرها.

وفي تاريخ الطبري ٨ / ١٦ ، كان مروان بن محمّد بن الأشعث يقول : لم يزل بنو مروان يعيَّرون بالزرقاء وان بني العاص من أهل (صفورية).

غير خفي أنّ أدب الشريعة وإن حرج على المؤمن التنابز بالالقاب والطعن في الأنساب ، ومَن تستفاد منه الحكم والآداب الإلهيّة أحرى بالأخذ بها ، إلا أنّ إمام الاُمّة والحُجّة على الخليفة العارف بالملابسات لا يتعدّى هذه المقررات ، وابتعادنا عن مقتضيات أحوال ذلك الزمن يلزمنا بالتسليم للإمام المعصوم (ع) في كلّ ما يصدر منه خصوصاً مع مطابقته للقرآن العزيز الذي هو مصدر الأحكام ، والتعيير الصادر من الحسين لمروان صدر مثله من الجليل عزّ شأنه مع الوليد بن المغيرة المخزومي إذ يقول في سورة القلم ١٣ : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) والزنيم ، في

نام کتاب : مقتل الحسين عليه السلام نویسنده : المقرّم، السيد عبد الرزاق    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست