نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : الحلبي، أبو الصلاح جلد : 1 صفحه : 70
الثاني : أن
يبلغوا حدا [١] من الكثرة واختلاف الدواعي وتنائى الديار ينقلون لفظا
واحدا عن معروف غير ملتبس كنقل الناقلين من المسلمين معجزات نبينا
صلىاللهعليهوآله
ومن الشيعة النص الجلي
، من حيث علمنا أن مثل هذين الفريقين مع ما نجد كل فريق منها عليه من الكثرة
وتنائى الديار وتباين الأغراض لا يصح فيهم افتعال لفظ واحد على جهة الاتفاق ، كما
لا يصح لكل شاعر من إقليم واحد أن ينتظم بيتا من الشعر فيتفق ذلك لكل شاعر فيه ، والتواطؤ
بالاجتماع في مكان واحد فرع لثبوت التعارف بينهم ، وقد علم ارتفاعه [٢] ممن ذكرناه من
ناقلي الفريقين ، ولو وقع لارتفع الريب فيه ، لأن أهل البلاد المتباعدة وذوي
الأغراض المتباينة إذا رحلوا من أماكنهم إلى مكان واحد ليبرموا أمرا لم يخف ذلك من
حالهم على أحد عنى بالأخبار.
وكثرة هؤلاء
الناقلين بعد قلة يجوز منهم لها الافتعال يمنع منه سببان :
أحدهما : أن
النقل الذي بينا صدق ناقله يتضمن أمرين. أحدهما لفظ الخبر ، والثاني صفة المنقول
عنه ، فماله آمنا الكذب في أحد الأمرين يجب أن نأمنه في الآخرة.
والثاني : عدم
العلم بأعيان مفتعلة وزمانه كالعلم بابتداء الخوارج والقول بالمنزلة بين المنزلتين
، ونحلة النجار والأشعري وابن كرام [٣].