نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : الحلبي، أبو الصلاح جلد : 1 صفحه : 496
والذي يقتضيه
الظاهر كونه طريقا لأهل الجنة خاصة لأن كل موضوع ذكر سبحانه فيه الصراط وصفه
بالاستقامة ومدح سالكه ، فمنه قوله تعالى ( أَفَمَنْ يَمْشِي
مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ )[١] وقوله سبحانه ( اهْدِنَا )
( الصِّراطَ
الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ
عَلَيْهِمْ وَلَا الضّالِّينَ )[٢] وأمثال ذلك.
وهذا الظاهر مانع من كونه. وقد سمى الله تعالى برهان الحق صراطا فقال تعالى ( وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً
فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )[٣] وقوله تعالى ( وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ [
مُسْتَقِيمٍ ] )[٤]( وَهذا صِراطُ رَبِّكَ
مُسْتَقِيماً )[٥] فذكر الصراط
هاهنا لا يحتمل الا برهان الحق الذي تعبد به سبحانه.
ان قيل فاذا
كان القديم تعالى يستحيل إدراكه واختصاصه بالجهات فعلى اى وجه تقع المحاسبة.
قيل : يصح ذلك
منه تعالى بان يفعل لكل واحد من المحاسبين كلاما يتضمن تقريره على اعماله ويضطره
الى العلم بكونه كلاما له والى الاعتراف بما عمله وعلم المستحق عليه ثم يأمر
ملائكة الرضوان بإدخاله الجنة ان كان من أهلها وملائكة التعذيب بإدخاله النار ان
كان من أهلها ، ويصح ان يرد ذلك الى بعض خلقه لولا قوله تعالى متمدحا بتولي
المحاسبة ( وَهُوَ أَسْرَعُ
الْحاسِبِينَ )[٦] وما ورد من
النص على وقوع المحاسبة على وجه لا يصح من