responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : الحلبي، أبو الصلاح    جلد : 1  صفحه : 495

شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ ) [١] فنص سبحانه على أن الموازين عبارة عن عدله في توفية كل ذي حق حقه ، وقد وصفت العرب المخاطبون التسوية الصحيحة والقسمة العادلة بذلك فقالوا : أفعال فلان موزونة وكلامه بالميزان ، وانما يعنون. ان يكون هناك موازين في الحقيقة ويكون الوزن مختصا بصحف الأعمال. يصح وزنها وتكون العبادة بالرجحان والثقل مختصة. من المعاصي والعبادة يخصها من عدم الطاعات جملة. كلها تتضمن القطع بثواب من ثقلت موازينة. بعذاب وعقاب من خفت موازينه وبائنة [٢] من الثواب وذلك يقتضي تخصيص الوزن بمن تخص الايمان أو الكفر دون المؤمن العاصي لقيام البرهان على انتفاء القطع له بالثواب أو العقاب ، وهذا شائع في عرف المخاطبين بالقرآن يقولون : ميزان فلان راجح عندي أو عند فلان ، أي اعماله ثابتة كبيرة ، وميزان فلان خفيفة ولا وزن لأفعاله ، أي لا طاعة له ولا فعل يقتضي مدحه.

ويحتمل ان يجعل سبحانه لذي الطاعات نورا في كفة الميزان فيرجح ، وظلمة للكافر فيخف ، ليكون ذلك دلالة على نجاة الطائع وهلاك الكافر.

وكل هذه الوجوه شائع والمعتمد الوجه الأول.

ان قيل ما معنى الصراط وأنتم لا تجيزون التكليف في الآخرة؟

قيل : يحتمل أحد أمرين : أحدهما أن يكون المراد به طريق الجنة والنار فأما أهل الجنة فيتسع لهم مسلكه مقترنا بتعظيم الملائكة وتبشيرهم بالثواب فيكون ذلك قسطا من ثوابهم ، وأما أهل النار فيضيق عليهم مسلكه ويصعب عليهم قطعه مقترنا بإهانة الزبانية واستحقاقهم وسحبهم على وجوههم الى النار فيكون ذلك قسطا من عذابهم.


[١] سورة الأنبياء ، الاية ٤٧.

[٢] كذا تقرأ ما في بعض النسخ.

نام کتاب : الكافي في الفقه نویسنده : الحلبي، أبو الصلاح    جلد : 1  صفحه : 495
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست