نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 513
كما كان مستمرّاً على الإخفات بالقراءة في كلّ من الأُوليين في الظهر
والعصر بقرينة المقابلة ، وإحالة التسبيح فيهما على صلاة العشاء التي هي من
الجهريّة ، ولا يمكن نسبة الإخفات إلى صلاة العشاء باعتبار آخريّتها ؛ لأنها من
الصلاة الجهريّة ، ولا تحال صلاة الإخفاتيّة عليها ، بل ينبغي العكس.
وكذا ليس
المراد بالإحالة عليها في أصل التسبيح في الأخيرتين ؛ إذ لا خصوصيّة للعشاء به ،
بل الصلوات كلّها فيه على حدّ سواء ، فلا إحالة على العشاء في هذا الصحيح لأمر سوى
الجهر به كما فهمه محمّد تقي : في ( شرح الفقيه ) [١] ، وتبعه ابنه
في ( شرح التهذيب ) [٢].
ومن العجب ما
وقع للشيخ عبد الله بن صالح : في ( أجوبة المسائل المحمّديّة ) [٣] ، حيث استدلّ
بهذا الصحيح على وجوب الإخفات في التسبيح.
والذي حمل
هؤلاء على التزام الإخفات اشتهاره بين الطائفة لبدليّته عن القراءة ، والقراءة
إخفاتيّة لما ذكرناه من الأدلّة. وهو من القياس الصرف ، وليس من مذهبنا الاستدلال
به ، مع أن هذا الدليل يستلزم كون القراءة هي الأصل في الأخيرتين والتسبيح بدلاً
عنها.
وقد قدّمنا لك
من الأخبار البالغة حدّ الاشتهار أن التسبيح هو الأصل ؛ للفرق بين ما فرضه الله
على العباد وبين ما فرضه رسوله صلىاللهعليهوآله لأمرٍ منه ، ولأن التسبيح في الأخيرتين إنما فرضه رسول
الله صلىاللهعليهوآله ، لِمَا ذكر ممّا أدركه من عظمة ربّه في صلاة المعراج [٤] فسبّحه
تنزيهاً لذاته ، كما دلّت عليه تلك الصحاح أيضاً.
وأمّا ما
ادّعاه شهيد ( الذكرى ) [٥] من دلالة بعض العمومات عليه فلم نقف عليه