نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 510
عصره زماننا جدّاً [١]. وبهذا يعلم أنه باطل ؛ إذ لو كان حقّا للزم خلوّ الأرض
من قائل بالحقّ ، وهو باطل بالكتاب والسنّة والإجماع والعقل ، بل القول بخلوّ
الأرض من قائل بالحقّ يؤدّي إلى إنكار وجود الحجّة ، ولسنا مكلّفين إلّا بما علمنا
، فإمكان وجود قائل لا نعلمه ولا يعلمه من وقفنا على كلامه في المسألة مع اختلاف
أعصارهم وأمصارهم لا يصادم تحقّق الإجماع على عدم القول بالوجوب ؛ إذ لا تكليف
إلّا بعد البيان.
وقد خصّ بعض
المعاصرين المرسل المذكور بالقراءة دون التسبيح ، وهو تخصيص بلا دليل ، بل لا
ينبغي الارتياب في وقوع التسبيح من النبيّ صلىاللهعليهوآله : والأئمّة عليهمالسلام مطلقاً ، سواء كانوا أئمّة أو منفردين ، ولأنه الفرد
الأكمل من الفردين.
وممّا يدلّ على
أن النبيّ صلىاللهعليهوآله : سبّح في أخيرتيه ما جاءت به الأخبار المعلّلة للتسبيح
في الأخيرتين من الرباعيّة وثالثة المغرب أنه فعل ذلك لِمَا رأى من عظمة الله
تعالى فسبّح [٢] ، بل ظاهره مواظبته صلىاللهعليهوآله عليه ، بل جزم بعض الأفاضل بمواظبته صلىاللهعليهوآله على التسبيح ، مضافاً إلى جزمه بمواظبته على الإخفات في
ذلك ، وجعله دليلاً على مساواة التسبيح لحكم القراءة.
وبما قرّرناه
يجب ألّا يلتفت إلى إنكار بعض أجلّة أهل البحرين لذلك الخبر قائلاً : ( إنه غير
ثابت من طرق الأصحاب ، وإنما هو من طرق العامّة ، فلا ينهض حجّة ). وهذا منه في
غاية الغرابة بعد وقوفه عليه في كتب هؤلاء الأفاضل من رؤساء الفرقة جازمين به ، بل
استفاض نقله بين العصابة على سبيل البتّ ، واشتهرت روايته بينهم كذلك ، بحيث لا
يكاد ينكر ، بل كلّ من بحث في المسألة سلّمه ، والسبر شاهد. وعدم وجوده مسنداً في
كتب أصحابنا لا يوجب إنكار روايته من طرقهم واختصاص العامّة بروايته ، بل الظاهر
اتّفاق الأُمّة على روايته ، فلا ينبغي الارتياب