الصوارم القاصمة لظهور
الجامعين بين ولد فاطمة عليهاالسلام
قد اتفق بعد
توطننا في العراق أن بعض السادة من أهل البحرين جمع في نكاحه بين فاطميتين ،
فأنكرنا ذلك عليه ، ومنعناه من الجمع بينهما لما استقر عليه رأينا من التحريم في
المسألة المذكورة وإن كانت في كتب الأصحاب ـ رضوان الله عليهم ـ غير مشهورة ، وشاع
الأمر عند علماء العراق فخالفوا في ذلك كملا ومنعوه من الطلاق وأفتوه بالكراهة دون
التحريم ، وجوّزوا له المقام على ذلك الأمر الذميم حيث إن المسألة لم تطرق أسماعهم
قبل ذلك ، ولم يقفوا عليها في (المدارك) ، ولا (المسالك) ولم يجر لها ذكر في كلام
المتقدمين ولا المتأخّرين وإنما تفطن لها [شذاذ] [١] من أفاضل
متأخّري المتأخّرين.
فلذا خفي أمرها
على أكثر الناس ووقع الإشكال فيها والالتباس ، وقال كثير منهم بالصدّ عما ذكرناه
والاستكبار لما عليه جملة من الناس في تلك الأوقات من الابتلاء بهذه المصيبة من
غير تناكر ولا إنكار ، وكثر فيها القيل والقال والبحث والسؤال ، وكتب فيها بعض
فضلاء الوقت شرحا شافيا بزعمه في رد القول بالتحريم وتأويل الخبر الوارد في
المسألة بما يرجع إلى الكراهة الغير الموجبة