ومنها : أنّ التخصيص لا يصحّ إلاّ في الألفاظ ، والنسخ قد يكون لما علم بدليل شرعي لفظا كان أو غيره ، فينعكس النسبة بهذا الاعتبار.
ومنها : أنّ التخصيص مقارن أو متقدّم ، والنسخ متراخ.
ومنها : أنّ المخصوص غير مراد عند الخطاب ، والمنسوخ مراد عنده.
فصل [٢٤]
إذا خصّ العامّ فالحقّ أنّه حقيقة مطلقا في الباقي.
والأكثر على أنّه مجاز فيه كذلك.
وقيل : حقيقة إن كان الباقي غير منحصر ـ بمعنى أنّ له كثرة يعسر العلم بعددها ـ وإلاّ فمجاز [١].
وقيل : حقيقة فيه إن خصّص بما لا يستقلّ بنفسه ـ من شرط أو صفة أو استثناء أو غاية ـ وإن خصّص بما يستقلّ ـ من سمع أو عقل ـ فمجاز [٢].
وقيل : حقيقة فيه إن خصّ بشرط أو استثناء ، ومجاز فيه إن خصّ بصفة وغيرها [٣].
وقيل : حقيقة فيه إن خصّص بشرط أو صفة ، ومجاز فيه إن خصّص باستثناء وغيره [٤].
وقيل : حقيقة إن خصّ بدليل لفظي متّصل أو منفصل ، ومجاز فيه إن خصّ بغيره [٥].
وقيل : حقيقة في تناوله ، مجاز في الاقتصار عليه [٦].
لنا أنّ اللفظ كان متناولا له حقيقة بالاتّفاق ، والتناول باق على ما كان لم يتغيّر ، وإنّما طرأ [٧] عدم إرادة المخرج بالمخصّص.
[١] نسبه ابن الحاجب إلى أبي بكر الرازي في منتهى الوصول : ١٠٦.
[٢] حكاه الأسنوي عن أبي الحسين في نهاية السؤل ٢ : ٣٩٧.
[٣] نسبه ابن الحاجب إلى القاضي في منتهى الوصول : ١٠٦.
[٤] نسبه ابن الحاجب إلى عبد الجبّار في المصدر.
[٥] حكاه الأسنوي عن الكرخي في نهاية السؤل ٢ : ٤٠١.
[٦] نسبه ابن الحاجب إلى إمام الحرمين ( الجويني ) في منتهى الوصول : ١٠٦.
[٧] في « ب » : « ترى ».