وإذا قال : « من
السنّة كذا » أو « كنّا نفعل كذا » أو « كانوا يفعلون كذا » فقد ظهر حكمه فيما
تقدّم [١].
[ طرق تحمّل الحديث ]
وإن روى عن غير
المعصوم ، فلمستنده وجوه ثمانية ، وهي طرق التحمّل للحديث في أمثال هذا الزمان :
أوّلها
: السماع من الشيخ ، سواء
كان بإملائه من حفظه ، أو بقراءته في كتابه. وهو أعلى الطرق على الأقوى ؛ لأنّ
الشيخ أعرف بوجوه تأدية الحديث وضبطه ، ولأنّه خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسفيره ، والآخذ منه كالآخذ منه صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ ولأنّ السامع أوعى قلبا وأجمع فكرا ، وتوزّعه [٢] للقارئ.
والدالّ عليه قول
الراوي : « سمعته » أو « حدّثنا » أو « أخبرنا » إن قصد سماعه [٣] ، ولو لم يقصد ذلك يقول : « حدّث » أو « أخبر » ، ولا يضيفه إلى نفسه ؛ لأنّه
يدلّ على القصد.
وقد شاع بين
المتأخّرين تخصيص الأخير [٤] بالقراءة على الشيخ ، كما شاع بينهم تخصيص « أنبأنا » و «
نبّأنا » بالإجازة [٥].
ويدلّ عليه أيضا «
قال » مطلقا ، أو بزيادة لفظة « لي » أو « لنا ». واحتمال دلالته على السماع
بالواسطة قد عرفت ضعفه [٦].
وثانيها
: القراءة على الشيخ ، بشرط
أن لا ينكر عليه ، وعلم منه الاعتراف بمضمونه إمّا بتصريحه والإقرار به ، أو من
سكوته وانضمام القرائن المفيدة ، ولم يوجد أمر يوجب السكوت ، كالغفلة ، والإكراه ،
أو غيرهما ، وتسمّى عرضا.
[٢] أي تفرّق الفكر
، مجرور باللام الجارّة عطفا على « أنّ السامع » ، وفي شرح البداية : ١٢٨ : « وشغل
القلب وتوزّع الفكر إلى القارئ أسرع ». وهذه العبارة موجودة في قوانين الاصول ١ :
٤٨٨.