أن يشهد الشهود على إقرارها دون أن تسفر فينظر إليها [١].
وأيضاً لا شبهة
بعد كون الوجه موقع الكحل والوسمة وكونها في شاربيها مع أنا نقول في حالة الضرورة
والحاجة يجوز إبداء الزينة الباطنة فضلا عن الزينة الظاهرة ، كالعلاج للطبيب
والمحاكمة وغير ذلك مما سيجيء ، فان الضرورات تبيح المحذورات ، وانما كلامنا في
حالة الاختيار دون الاضطرار.
وأيضاً ان نظر
الى العادة والظاهر خصوصاً الفقيرات فالعادة ظهور الرقبة بل الصدر والعضدين
والساقين وغير ذلك ، فكلامه كما ترى في أكثر هذه المواضع خارج عن محل النزاع ،
فتأمل.
وبالجملة يظهر
منه أن الأجنبية وان كانت شابة جميلة عيناه صبيحة الوجه ، يسوغ لها أن تكتحل في
عينيها وتتوسم في حاجبيها وشاربيها ، كما هو عادة نساء العرب ، وتغتمر في خديها
ووجنتيها ، وتتخضب في يديها ورجليها ، وتتختم في اصبعيها وتنفتخ بفتخة لابسة
الثياب الفاخرة ، ثم تبرز مع هذه الهيئات والحالات المشوقة والمعشقة للأجانب ،
كاشفة الوجه واليدين بارزة الثياب والرجلين ، كأنها تساق من بيت الى بيت بعلها
ليبني عليها.
ان هذا لشيء
عجيب ، وصدور مثله عن مثله أمر غريب ، فان العقل السليم يأباه ، والطبع المستقيم
لا يرضاه ، فأين غيرة الله مع كونه أغير من رسوله ، ومن غيرته حرم المحرمات ، كما
ورد في الخبر [٢].
وقد روي أن
طلحة بن عبد الله قال : أنهى أن نتكلم بنات عمنا الا من وراء الحجاب لئن مات محمد
لا تزوجن عائشة ، فنزلت « وَما كانَ لَكُمْ أَنْ
تُؤْذُوا رَسُولَ