حديث حيرته ، ولذلك وثقه في الخلاصة وقال بعد كلام نقلناه عنه سابقاً :
وعندي أن روايته مقبولة [١]. وكان أبوه محمد عنده ثقة ، كما صرح به في الخلاصة [٢] ولعله في ذلك
اعتمد على قول الشيخ أبو جعفر الطوسي رضياللهعنه من تعديله في كتاب رجاله.
ولا شك أن قول
النجاشي أنه كان ضعيف الحديث مقدم عليه ، لوجوب تقديم قول الجارح على المعدل ،
وخاصة إذا كان الجارح مثل الشيخ الجليل النجاشي وطول يده وثبات قدمه في هذا الشأن.
وأما الشيخ
الطوسي قدس الله روحه القدوسي ، فكثيراً ما يخلط في نقد الرجال وقلب الاحوال ، كما
سنشير الى نبذة منه إن شاء الله العزيز.
هذا ولا يذهب
عليك أن بين حكم العلامة في الخلاصة بكون رواية أحمد هذا مقبولة ، وحكمه في
المختلف بكونها صحيحة ، نوع منافرة ، لان المقبول من الرواية ما يقبل ويعمل
بمضمونه من غير التفات الى صحتها وعدمها. وبهذا الاعتبار يدخل في القسم المشترك
بين الصحيح وغيره. ويمكن جعله من أنواع الضعيف ، لان الصحيح مقبول مطلقاً الا
لعارض ، بخلاف الضعيف فان منه المقبول وغيره.
ومما يرجح
دخوله في القسم الأول أنه يشمل الحسن والموثق عند من لا يعمل بهما مطلقاً ، فقد
يعمل بالمقبول منهما ، حيث يعمل بالمقبول من الضعيف بطريق أولى ، فيكون حينئذ من
القسم العام وان لم يشمل الصحيح ، اذ ليس ثم قسم ثالث ، كذا في دراية الحديث ،
فتأمل فيه.
ثم من الغريب
أن الشارح المجلسي قدسسره في شرحه على من لا يحضره