نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 80
أعني
الفكر والوهم[١]والعقل والحفظ وغير ذلك ، أفرأيت لو نقص
الإنسان من هذه الخلال الحفظ وحده كيف كانت تكون حاله؟ وكم من خلل كان يدخل عليه
في اُموره ومعاشه وتجاربه إذا لم يحفظ ما له وعليه ، وما أخذه وما أعطى ، وما رأى
وما سمع ، وما قال وما قيل له ، ولم يذكر من أحسن إليه ممّن أساء به ، وما نفعه
ممّا ضرّه ، ثمّ كان لا يهتدي لطريق لو سلكه ما لا يحصى ، ولا يحفظ علما ولو درسه
عمره ، ولا يعتقد دينا ، ولا ينتفع بتجربة ، ولا يستطيع أن يعتبر شيئا على ما مضى
، بل كان حقيقا أن ينسلخ من الإنسانية أصلاً فانظر إلى النعمة على الإنسان في هذه
الخلال ، وكيف موقع الواحد منها دون الجميع؟
وأعظم
من النعمة على الإنسان في الحفظ النعمة في النسيان ، فإنّه لولا النسيان لما سلا[٢]أحد عن مصيبة ، ولا
إنقضت له حسرة ، ولا مات له حقد ، ولا إستمتع بشيء من متاع الدنيا مع تذكّر الآفات
، ولا رجا غفلة من سلطان ، ولا فترة من حاسد.
أفلا
ترى كيف جعل في الإنسان الحفظ والنسيان ، وهما مختلفان متضادّان ، وجعل له في كلّ
منهما ضرب من المصلحة؟
وما
عسى أن يقول الذين قسّموا الأشياء بين خالقين متضادّين في هذه الأشياء المتضادّة
المتبائنة وقد تراها تجتمع على ما فيه الصلاح
[١] فُسّر الوهم
بالقوّة النفسية التي تدرك المعاني غير المحسوسة.
[٢] سَلا عن الشيء :
أي نسيه وذهل عن ذكره وطابت نفسه عنه.
نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 80