نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 79
أوّلاً
فأوّلاً؟
أفلا
ترى كيف وكّل اللّه سبحانه بلطيف صنعه وحسن تقديره هذه القوى بالبدن والقيام بما
فيه صلاحه؟
وساُمثّل
لك في ذلك مثالاً : إنّ البدن بمنزلة دار الملك ، وله فيها حشم وصبية وقوّام[١]موكّلون بالدار ، فواحد
لإقتضاء حوائج الحشم وإيرادها عليهم ، وآخر لقبض ما يرد وخزنه إلى أن يعالج ويهيّأ
، وآخر لعلاج ذلك وتهيئته وتفريقه ، وآخر لتنظيف ما في الدار من الأقذار وإخراجه
منها.
فالملك
في هذا هو الخلاّق الحكيم ملك العالمين ، والدار هي البدن ، والحشم هي الأعضاء ، والقوام
هي هذه القوى الأربع ، ولعلّك ترى ذكرنا هذه القوى الأربع وأفعالها بعد الذي وصفت
فضلاً وتزدادا.
وليس
ما ذكرته من هذه القوى على الجهة التي ذكرت في كتب الأطباء ، ولا قولنا فيه كقولهم
؛ لأنّهم ذكروها على ما يحتاج إليه في صناعة الطبّ وتصحيح الأبدان ، وذكرناها على
ما يحتاج في صلاح الدين وشفاء النفوس من الغي ، كالذي أوضحته بالوصف الشافي والمثل
المضروب من التدبير والحكمة فيها»
[٢].
٨ ـ قوّة الحفظ والنسيان وهما متضادّتان
في الجسم لكن ضروريتان للإنسان :
«تأمّل يامفضّل! هذه القوى التي في النفس
وموقعها من الإنسان ،
[١] الحشم : هم
الخدم والعيال ، والقوّام : جمع القيّم ، وهو المتولّي على الشيء.