نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 36
٣
ـ الدليل العقلي :
قد عرفت أنّ وجود اللّه تعالى غنيّ عن
البيان ، بل هو فطري لكلّ إنسان ، ولا يمكن إنكاره لكلّ ذي وجدان.
ومع ذلك ـ على مسلك الإستدلال ـ تُقام
الحجّة لتنكشف المحجّة على وجود الخالق ، وظهور الصانع بالبراهين العقلية والأدلّة
اللُبّية ، مضافا إلى الأدلّة المتقدّمة الشرعية.
والأدلّة العقلية على وجود اللّه كثيرة
وفيرة بتناسب كلّ ذي بصرٍ وبصيرة ، مضافا إلى برهان العلّة ، ودليل الحكمة على
وجود اللّه الخالق وهو : (كلّما بالغير ـ وهي الممكنات ـ لابدّ وأن ينتهي إلى ما
بالذات ـ وهو واجب الوجود ـ ليكون الذاتي علّة العلل وخالق المخلوقات .. وإلاّ لزم
التسلسل وهو محال).
فيثبت وجود الذاتي الواجب ، الخالق لمن
سواه ، وليس المستحقّ لذلك إلاّ اللّه (جلّ جلاله وعمّ نواله).
والأدلّة العقليّة الوجدانية الواضحة
على وجود الخالق تعالى كثيرة جدّا ـ كما قلنا ـ نختار منها البراهين الخمسة
التالية :
الأوّل
: برهان النظم
أوضح الأدلّة على إثبات اللّه تعالى
الذي يحكم به العقل ، ويقضي به الوجدان ، ويحسّه كلّ إنسان ، هو دليل النظم
والتدبير.
فالجميع يرى العالم بسماواته وأراضيه ، وما
بينهما من مخلوقاته ورواسيه من المجرّة إلى النملة. في خِلقة التكريم وسير التنظيم
وتناسبٍ عظيم.