نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 357
وكيف يصدر الذنب ممّن أمر اللّه بطاعتهم
ودعى إلى مودّتهم ، وعبّر عنهم بالصادقين ، وجعلهم من المطهّرين؟!
وكيف يمكن الخطأ ممّن جُعلوا على لسان
الشارع الأعظم مع الحقّ وجُعل الحقّ معهم ، يدور معهم الحقّ حيثما داروا ، وكانوا
محور الحقّ إلى يوم القيامة؟!
وهل يخالف حكم العقل حكم الشرع؟
وكيف يقع الظلم والعصيان ممّن يُقسم
باللّه وهو الصادق الصدّيق ويقول إنّه :
«لو اُعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على
أن أعصي اللّه في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت»
[١].
وعلى الجملة ؛ فإنّ العقل حاكم بلزوم
عصمة الإمام وكذا النبي ، والعقلاء يقضون بحتميّة عصمة النبي وخلفائه الأئمّة ، والبرهان
يفضي إلى تأكّد وجود العصمة في خلفاء الرسول ..
هذا ، والأدلّة العقليّة على لزوم
عصمتهم ـ التي تجري في البابين ، النبوّة والإمامة ـ كثيرة جدّا نوّهنا عنها سابقا
، ونختار منها ما يلي :
١ ـ أنّه لو لم يكن النبي أو الإمام
معصوما لانتفى الوثوق بقوله ، والإعتماد على وعده ووعيده فلا يطاع ولا تثمر أقواله
.. ويصير نصبه عبثا.
٢ ـ أنّه يلزم علينا شرعا وعقلاً
اتّباعهما للأمر بالإطاعة والإمتثال ، فلو جاز عليهم الكذب والخطأ والسهو للزم
متابعتهم فيها ، ومن المعلوم أنّ الأمر باتّباع الخطأ والكذب والإشتباه قبيح بفطرة
العقل.
٣ ـ أنّ من الوجوه العقلية للإحتياج
إليهما هو اللطف وتسديد الخلق .. فلو جاز عليهما الخطأ لاحتاجا إلى من يسدّدهما
ويمنعهما من الخطأ ، وذلك المسدّد
[١] نهج البلاغة : (ص٢٤٣
الخطبة ٢٢٤ من الطبعة المصرية).
نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 357