وإعجاز القرآن ثبت لكلّ العلماء وجميع
العقلاء وكافّة البشرية جمعاء ، في كلّ زمان ومكان وبكلّ لغة للإنسان.
فالقرآن الكريم تحدّى العرب العرباء
ومصاقع الخطباء ، وقَرَع بالعجز أهل البلاغة والفصاحة على أن يأتوا بمثله ، بل
بعشر سور مثله ، بل إتيان سورة واحدة مثله ، فلم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً ولن
يستطيعوا على الإتيان به أبدا إلى زماننا هذا والأزمنة الآتية تلوا ، بالرغم من
أنّ جزيرة العرب وبلدانهم كانت مملوءةً بالفصحاء ومشحونة بالبلغاء وواجدةً لأرفع
الشعراء ، ممّن امتاز بالكلمات المليحة ، والأشعار الفصيحة إلى حدّ إنشاد الأشعار
المعلّقة والخطب البليغة.
وبالرغم من ذلك عجزوا عن الإتيان بمثله
، وهم الآن ناكصون عن معارضته ومعترفون بالعجز عن مماثلته ، كما أخبر به مُنزله
الكريم في آيات الذكر الحكيم :
١ ـ قال عزّ اسمه : (قُلْ
لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الاْءِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا