وجميع الطرق المتقدّمة تسلك بنا وتوضّح
لنا نبوّة خاتم الأنبياء من قبل ربّ السماء ، إلاّ أنّا نتابع للإختصارا المسلك
الأوّل فقط في الإستدلال ، يعني طريق الإعجاز الذي هو أوضح الطرق ، ونقول :
إنّه صلوات اللّه عليه وآله أخبر بنبوّة
نفسه وعقّبه بمعجزة ربّه ، فكان كاشفا عن صدقه في نبوّته ، وطريقا إلى العلم
برسالته ، وموجبا لليقين بكونه مؤيّدا من قبل مُرسِله ..
وقد ثبتت نبوّته بالإعجاز من طريقين :
الف ـ طريق القرآن الكريم ، وهي المعجزة
الخالدة التي ليست لأحد من الأنبياء معجزة مثلها ، باقية سواها.
ب ـ طريق الخوارق الإلهيّة الاُخرى ، وهي
المعجزات الثابتة المتواترة التي كانت من الآيات الباهرات والدلائل الواضحات
الدالّة على صدقه وصحّة نبوّته.
فلنشرح هذين الطريقين بعونه تعالى :
[١] ميزان المطالب :
(الطبعة الرابعة ص١٣٦) ، نقلها عن التوراة : (السفر الأوّل الباب١٧ الآية٢٠ ، والسفر
الخامس الباب١٨ الآية١٧ ، ١٨ ، ١٩ ، والباب٣٣ الآية١ ـ ٢).