نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 238
فيُعلم بالقطع واليقين كون إختيار النبي
بيد ربّ العالمين ، فيكون إختيار النبوّة وتعيين النبي بيد اللّه تعالى الحقّ
المبين.
الرابع
: طريق معرفة الأنبياء عليهمالسلام
بعد أن عرفت في هذا البحث لزوم أهليّة
النبي بالعصمة ، ثمّ لزوم تعيينه من اللّه تعالى يلزم البحث عن طريق معرفته للخلق
حتّى يقتدون به ويهتدون بهدايته.
لا شكّ أنّ أي رسول أو مبعوث أو سفير ، يحتاج
إلى برهان ودليل وعلامة تكشف عن صحّة نسبته إلى من أرسله أو بعثه أو جعله سفيرا
حتّى تنكشف حقيقة دعوى المحقّ ، وتنقطع تسويلات المدلّس المبطل ، ولابدّ في
التصديق من حصول اليقين .. وهذا أمر معقول معمول في جميع المجالات الحياتية
الخطيرة واليسيرة.
ومنصب إلهي ديني مرموق كالنبوّة ، لا
ريب في إحتياجه إلى برهان قطعي يُمضي صحّة النسبة فيه ، ويقطع الأهواء المزيّفة
على مدّعيه.
وطريق معرفة الواسطة بين اللّه وخلقه ، وتشخيص
النبي المبعوث عن ربّه ، هي اُمور ثلاثة :
١ ـ الإعجاز : فإنّ إتيان النبي في مقام
التحدّي بالمعجزة الخارقة للعادة ، المطابقة لدعواه ، المتعذّر مثلها من الخلق ، المبيّنة
لكونها فعل اللّه تعالى ، يوجب القطع بأنّه من عمل اللّه تعالى ، وصاحبها صادق عن
اللّه عزوجل
فيما يخبر عنه ، ومحقٌ في دعواه النبوّة والرسالة من قِبَلِ اللّه عزّ إسمه.