responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 152

لكن بالنسبة إلى اللّه تعالى الذي هو منزّه عن الحواس يدرك أقصى الشيء وغايته ومنتهاه إدراكا لا بحاسّة.

بل هو مدرك للأشياء بمعنى أنّه عالم بالمدركات ، أي أنّه عالم بما يدرك بالحواس إدراكا أعظم من إدراكنا ، حيث انّه قد يقع الخطأ فيما ندركه ، ولكن لا يخطئ اللّه جلّ شأنه في إدراكه.

فالمراد بإدراكه تعالى هو العلم الخاصّ ، كما أفاده في حقّ اليقين [١].

ومن هنا يعلم أنّ هذه الصفة الكمالية من صفات ذاته المقدّسة.

ويدلّ على هذه الصفة في اللّه أدلّة العلم الثلاثة المتقدّمة.

ويضاف إلى ذلك ما يستفاد من تقريب المعارف : «إنّ وجود المدرك وارتفاع الموانع تستلزم الإدراك ، واللّه تعالى كامل مستجمع لجميع صفات الكمال ، ولا سبيل للنقص والموانع إلى ذي الجلال ، فيكون مدركا لكلّ محسوس ، وعالما بكلّ ما يحسّ» [٢].

ودلائل مُدركيّته واضحة بالعيان لكلّ ذي حسّ ووجدان ..

وكيف لا يدرك المحسوسات مَن هو عالم بالغيوب والخفيّات ، بل يعلم السرّ وأخفى؟

يعلم ما أسرّه الإنسان وما نساه وغاب عن خاطره ويعلم الغيب والشهادة ، فيكون عالما بالمحسوسات بالأولويّة القطعية.

فاللّه تعالى مدرك لجميع الأشياء المحسوسة ، وعالم بكلّ شيء محسوس وغير محسوس ، حاضر وغائب ، وكلّ غيب وحضور ، كما تلاحظ ذلك في


[١] حقّ اليقين : (ج١ ص٣٠).

[٢] تقريب المعارف : (ص٨٤).

نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست