وانما التصريح بخلود
الكفار فيها ، وهو يستحق بأنهم لا يخرجون منها مادامت موجودة ، أما إنها تنقطع أو تدوم فهذا شيء آخر ليس في القرآن ما يقطع به. [١]
٥. الدكتور محمد
صادقي
يذهب الدكتور صادقي إلى القول بفناء
النار وفناء أهلها قائلاً : إن الآيات القرآنية التي تثبت الخلود في النار
وتنفي الموت عن المعذبين وعدم خروجهم منها ، هذا كله صحيح ، مثل قوله تعالى
: ( لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ).
[٢] وقوله تعالى : (
... لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ
عَذَابِهَا ... )[٣] فهذه الآيات القرآنية تنفي الموت في
النار ، وكذلك تنفي تخفيف العذاب عنهم في النار ، ولكن تنفيها عنهم
ماداموا في النار ، ولا تنفى موتهم مع خمود النار ، وكذلك قوله تعالى : (
وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا )[٤]
يعني لا فرار عن النار مع بقائها ، وأما أن يموت أهل النار مع خمود النار فليس محيصاً عن النار ، وكذلك قوله تعالى : (
كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا
عَذَابَ الْحَرِيقِ )[٥] والخروج عن النار يعني بقاءه خارج
النار مع بقاء النار ، إنه غير الموت مع خمود النار ، وهكذا فالآيات
القرآنية تدلّ على الخلود في النار ، لاخلود النار ، فلا دلالة فيها إلا
على الخلود فيها مادامت موجودة ، فلا تنافي فناءهم بفناء النار. [٦]
وتمسك الدكتور صادقي في اثبات فناء
النار وفناء أهلها بعدد من الأدلة منها :
١. النار إنما خلقت تخويفاً للمؤمنين
وتطهيراً للخاطئين ، فهي إذاً طهرة من الخبائث والأدران التي اكتسبتها النفس في عالم التكليف ، وإذا أصبحت