يخرجون منها ، وأن
النار تبقى خالية بجملتها خاوية على عروشها ، وأنها تفنى وتزول فهو خارج عن
متقضى المعقول ، ومخالف لما جاء به الرسول ، وما أجمع عليه أهل السنة
والأئمة العدول. [١]
٣. الشيخ محمد عبده
الظاهر أن الشيخ محمد عبده يذهب إلى
القول بفناء النار تبعاً لابن القيم الجوزية ، مع أنه لم يبرز رأيه صريحاً
في هذه المسألة ، ولكنه نقل في تفسيره ( المنار ) قول ابن القيم بفناء
النار بتفصيله بما يقارب ثلاثين صفحةً ، وفي ختامه يثني مادحاً لابن القيم
وداعياً له إلى أن يكافئه الله أفضل ما يكافيء العلماء العاملين ويقول :
فما أعظم ثواب ابن القيم على اجتهاده في شرح هذا القول المأثور عن بعض
الصحابة والتابعين ، وإن خالفهم الجمهور الذين حملوا الخلود والأبد
اللغويين في القرآن على المعنى الاصطلاحي الكلامي وهو عدم النهاية في
الواقع ، ونفس الأمر بالنسبة إلى تعامل الناس وعرفهم في عالمهم. [٢]
ويوكل البحث عن هذه المسألة إلى تفسيره للآية ( ١٠٥ ـ ١٠٧ ) من سورة هود ،
ويقول هناك بعد أخذ وردّ : إن رحمة الله تعالى أوسع وأكمل ، وإرادته أعم
وأشمل ، فلا يقيدهما شيء ولا يحيط بهما إلّا علمه. [٣]
٤. الشيخ محمود
شلتوت
الشيخ شلتوت كان من علماء الأزهر
المتأخرين ، وهو يرى أنه لا يوجد في القرآن نصّ قطعي على دوام العذاب ، وأن
خلود الكفار في جهنم متوقف على وجود جهنم وبقائها ، قال : ليس في القرآن
نص قطعي صريح في دوام النار ،