تعددت الآراء والأقوال في مسألة الخلود
في النار بين النافين والمثبتين ، وقد ذكرها بعض المتكلمين ، [١] ويمكن حصر هذه الآراء
في تسعة أقوال وهي :
الأول : إن من دخلها لا يخرج منها أبداً
، بل كل من دخلها مخلّد فيها أبد الآباد بإذن الله ، وهذا قول الخوارج والمعتزلة والزيدية.
الثاني : إن الله يخرج منها من يشاء ، كما
ورد في السنة ، ويبقى فيه الكفار بقاءً لاانقضاء له ، وهذا قول الشيعة الامامية والأشاعرة والماتريدية وغيرهم.
الثالث : إن أهلها يعذبون مدة ثم تنقلب
عليهم وتبقى طبيعة نارية لهم يتلذذون بها لموافقتها لطبيعتهم ، وهذا قول محيي الدين ابن العربي.
الرابع : قول من يقول : إن اهلها يعذبون
فيها إلى وقت محدود ، ثم يخرجون منها ويخلفهم فيها قوم آخرون ، وهذا القول حكاه اليهود للنبي صلىاللهعليهوآله
، وقد أكذبهم الله تعالى في القرآن ، فقال تعالى : ( وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا
أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ
عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا
[١].
راجع : حادي الارواح ، ص ٢٤٨ ، ٢٤٩ ؛ القاضي علي
بن ابي العز الدمشقي ، شرح
العقيدة الطحاوية
، ج ٢ ، ص ٦٢٤ ، ٦٢٥ ؛ د. محمد صادقي ، تفسير
الفرقان
، ج ٣٠ ، ص ٤٣.