من السماء فهو طهرة
لجميع الاشياء ما لم تغلب عليه النجاسة ، وإذا غلبت عليه بطل وذهبت منافعه ،
وكذلك الايمان إذا خالطته البدع صار شركاً وبطل الانتفاع به ، ولا ينفع
الله ولا يزكي عمل أهله وإن كان جوهر الايمان باقياً من حيث كونه منزّلاً
من الله سبحانه في أصله. [١]
الثانية : قولهم في
الكفر والشرك
يقول هبة الله الشيرازي في ذيل تفسيره
لقوله تعالى : (
فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )[٢] بأن الكفر هو الستر ، فسمي الكافر
كافراً لستره ما علمه من الحق والايمان ، ثم إن الكافر على قسمين : أحدهما
من سحب ذيله على الحق الذي استبانه واستوضحه طلباً لرياسة باطل وحسداً
لصاحب الحق على حقه ، وهو شر القسمين كأضداد الأوصياء والأئمة في كل عصر
والمتوثبين على مكانتهم في الوصاية والامامة ، والقسم الآخر من تبعهم على
رأيهم ، واقتدى بهم في باطلهم اغتراراً ببدعتهم وانخداعاً بخدعهم. [٣]
أما الشرك فهو عندهم قسمان أيضاً : شرك
بالله ، وشرك بولاية الائمة ، وقد نقل جعفر بن منصور اليمن ( المتوفى ٣٤٧ ه ) حديثاً ، وادعى نسبته إلى النبي صلىاللهعليهوآله
في تفسير قوله تعالى : (
إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ
لِمَن يَشَاءُ )[٤] وزعم أن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : « يقولون
في هذا إنه هو الشرك ، وليس هو كما يقولون ، وإنما الاشراك في هذا الموضع
أن يشرك بولاية أمير المؤمنين ومن نصبه الله ولياً وإماماً فيجعل معه غيره
ويجحد بولايته فقد ضلّ ضلالاً بعيداً ، والشرك بالله غير هذا ، قال تعالى :
( ... مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ
اللَّهُ
[١].
راجع : هبة الله
الشيرازي ، المجالس المؤيدية ، ص ٣٢٤ ـ ٣٣١.