وقالوا : الخلود هو الدوام بالنقل عن
أهل اللغة ، ولقوله تعالى : (
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ )[١] مع أنه تعالى قد جعل لكثير منهم
المكث الطويل ، فلو كان الخلود عبارة عن المكث الطويل لم يكن لهذه الآية
معنى ، وأيضاً يصح تأكيده بلفظ التأييد ، قال تعالى : ( خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا )
، [٢] فلو لا أن لفظ الخلود يفيد الدوام وإلا لم
يصح ، وأنه يصح أن يتسثنى من الخلود أي مقدار من الوقت أريد. [٣]
٢. الروايات
تمسكوا بأحاديث يروونها عن النبي صلىاللهعليهوآله
تدل على خلود مرتكب الكبيرة في النار ودوام عقابه ، ومن هذه الحديث [٤] :
١. قوله صلىاللهعليهوآله : « لا يدخل
الجنة مدمن خمر ولا نمام ولا عاق ».
٢. قوله صلىاللهعليهوآله : « من
تردّى من جبل فهو يتردّي من جبل في نار جهنم خالداً مخلداً ».
٣. قوله صلىاللهعليهوآله : « من قتل
نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم خالداً أبداً ».
٤. قوله صلىاللهعليهوآله : « من
يحتسي سماً فهو يحتسي سماً في نار جهنم خالداً أبداً ».
التحقيق في أدلة
المعتزلة
١. نقد قولهم في
الإيمان
عرّفوا الايمان بأنه عبارة عن أداء الطاعات
واجتناب المقبحات ، وهذا قول باطل يبطله قوله تعالى : (
الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ )
، [٥] وقوله تعالى :