نام کتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة نویسنده : جلال معاش جلد : 1 صفحه : 350
بمحاورة له مع بعض
الإخوة الكرام حيث يقول عمر للحجر الأسود بعدما قبّله : (إنّي أعلم أنّك حجر لا
تنفع ولا تضرّ ، ولولا أنّي رأيت النبيّ صلىاللهعليهوآله
يقبّلك ما قبّلتك) [١].
ولكن هذا الشيخ ذُهل عن جواب الإمام علي
عليهالسلام
لعمر في نفس الموقف حين بيّن له غلط عقيدته ، وأعطاه الصحيح ببيانه الفصيح ، حين
قال له : «نعم والله ، إنّه ليضرّ وينفع ؛ لأنّه الحجر الذي وضع فيه ميثاق الخلق
عندما جمعهم الله في عالم الذرّ ، وألقمه لهذا الحجر وكان أبيض من الثلج ، وهو من
حجار الجنّة ، وسوف يشهد لكلّ مَنْ أتاه واستلمه يوم القيامة» [٢].
والرواية معروفة ومشهورة ، وأقنعت عمر
بن الخطاب في حينها ، ولكنّها لم تقنع هؤلاء البشر في هذه العصور ؛ لأنّهم يرون
أنّ السجود والركوع ، واستلام الحجر الأسود ، والخضوع والتذلّل هو من الشرك الأكبر
الذي يخرج من الملّة ، أو الأصغر الذي يُفَسَّق صاحبُه ويُعذَّر ، وإلاّ فليقتل
والعياذ بالله.
فهل يمكن أن يفكّر بمثل هذا التفكير
عاقل يا عقلاء الدنيا؟! أين العقل؟! هل هو نائم أو مخدّر تحت تأثير الفضائيات
الداعرة أو المخدّرات القاتلة؟ أم أنّه في إجازة طويلة الأمد؟ أم أنّه محكوم عليه
بالإعدام قهراً تحت ظلام الدعوات الباطلة؟!
لقد جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله ليثير لكم دفائن
العقول منذ أكثر من ١٤٠٠ عام ، فلماذا حبستم عقولكم في قمقم معظم ، وجلدتم أنفسكم
بسياط الجهل القاسية