responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة نویسنده : جلال معاش    جلد : 1  صفحه : 247

الحسين عليه‌السلام يحذّر من الموت

الموت : هو ذاك الطارئ المهول ، والضيف النزول ، والوارد المجهول.

إنّ الموت : هو المخوف الذي يوفد على كلّ منّا بمهول المطلع ، ويأتينا بغتة أو فجأة ، أو على قدر لا يعلمه إلاّ صاحبه ، قال تعالى : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) [١] ، بشع المذاق ، صعب الحلول ، شنيع الصنيع ، يستلُّ الأرواح ، ويمنع الإنسان من متابعة العمل الصالح.

ولذا فجدير بالإنسان العاقل أن يعدّ العدّة لهذا الضيف الذي لا بدَّ من نزوله وحلوله ، نفسيّاً ومعنويّاً ، وفي الرواية : «موتوا قبل أن تموتوا» ، و «حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا».

والإمام الحسين عليه‌السلام يخبرنا عن الموت قائلاً : «لو عقلَ الناسُ ، وتصوّروا الموت بصورته لخربت الدُّنيا» [٢] ؛ وذلك لأنّ أمر الموت عظيم لا يمكن تصوّره ، ولو تصوّرنا الموت لما عمل أحد للدنيا بشيء ؛ ولذا كانت الدنيا تخرب ، ويصبح الناس جميعاً من أبناء الآخرة وهم في هذه الدنيا ، فسبحان مَنْ قهر عباده بالموت!

ولولا الموت لشمخ الإنسان برأسه وطغى ، وبغى بعضهم على بعض ، ولأظهر كلٌّ بحجمه ما أظهره فرعون لأهل زمانه ودولته.

وفي رواية عن الإمام الحسين عليه‌السلام يقول : «لولا ثلاثةٌ ما وضع ابن آدم رأسه لشيءٍ ؛ الفقرُ ، والمرضُ ،


[١]ـ سورة الزمر : الآية ٤٢.

[٢]ـ إحقاق الحقّ ١١ ص ٥٩٢.

نام کتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة نویسنده : جلال معاش    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست