نام کتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة نویسنده : جلال معاش جلد : 1 صفحه : 214
وقصّة الحرّ الرياحيّ التائب ، ووداع
الإمام له وشهادته له بأنّه حرٌّ في الدنيا والآخرة تكفيه ، وإنّه نِعْمَ الرجل
كان.
وكذلك برير بن خضير ، ذاك العابد الزاهد
، المعلّم للقرآن في مسجد الكوفة الذي دعا صاحبه إلى المباهلة في قلب المعركة
لولاية أمير المؤمنين عليهالسلام
، ورغم كبر سنّه ، وجلالة قدره فإنّه تعارك مع خصمه رضي بن منقذ العبدي فصرعه وجلس
على صدره ، فاستغاث هذا برجل من أصحابه ، فقال له عفيف بن زهير : هذا برير بن خضير
القارئ الذي كان يقرئنا القرآن في جامع الكوفة.
فلم يلتفت إليه فقتل بريراً بالرمح ، وعاد
إليه بالسيف فقتله ، وذهبت روحه إلى بارئها طاهرة زكيّة.
وعاد عدوّه إلى بيته فاستقبلته زوجته
النوار قائلة : أعنت على ابن فاطمة ، وقتلت سيّد القرّاء ، لقد أتيت عظيماً من
الأمر! والله لا أكلّمك من رأسي كلمة أبداً [١].
حبّ الحسين عليهالسلام
أجنّني
وقبل أن أدعك وأودّعك من هذا الفصل ، لا
بأس بأن نذكر عملاقاً من عمالقة كربلاء ؛ لنستأنس ونتبارك بسيرته العطرة.
كان عابس بن شبيب رئيساً من رؤساء همدان
الخير ، وخطيباً من خطباء العرب ، وناسكاً في العبادة ، ومجتهداً في الدين ، إنّه
من رجال الشيعة المعروفين ، ولا غرو فهذا ديدن بني شاكر ، فكلّهم كانوا مخلصين
بولايتهم لأمير المؤمنين