responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعلام الهداية الإمام الحسين سيد الشهداء نویسنده : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام    جلد : 1  صفحه : 163

قلق يزيد واستشارة السيرجون [١]

قَلِقَ يزيد كثيراً من الأخبار التي وصلته من الكوفة ، وهي تتحدّث عن موقف الكوفيّين من الحكم الاُموي ومبايعتهم للإمام الحسين عليه‌السلام ؛ فدعا يزيد السيرجون الذي كان يعدّ غلاماً لمعاوية ، فقال له : ما رأيك؟ إنّ حسيناً قد أنفذ إلى الكوفة مسلم بن عقيل يبايع له ، وقد بلغني عن النعمان ضعف وقول سيّئ ، فَمَنْ ترى أن أستعمل على الكوفة؟ وكان يزيد عاتباً على عبيد الله بن زياد [٢]. فقال له السيرجون : أَرأيت لو [يُنشر] إليك معاوية حيّاً هل كنتَ آخذاً برأيه؟ قال : بلى. فأخرج السيرجون عهد عبيد الله بن زياد على الكوفة ،


[١] السيرجون : غلام نصراني كان معاوية قد اتخذه كاتباً ومستشاراً له ، واستمر في منصبه الخطير في عهد يزيد الذي كان قد نشأ على التربية النصرانية ، وكان أقرب منها إلى غيرها.

وليس هذا أوّل مورد نلاحظ فيه بصمات أصابع أهل الكتاب في صنع مواقف هؤلاء الحكّام تجاه الرسالة والعقيدة ، والاُمة الإسلاميّة وقادتها الاُمناء عليها ؛ لقد كان لكلّ من تميم الداري (الراهب النصراني) وكعب الأحبار (اليهودي) موقع متميّز عند عمر ؛ حيث كان يحترمهما ويستشيرهما ، ويسمح لهما بالتحدّث كلّ أُسبوع قبل صلاة الجمعة ، فضلاً عن تدريس التوراة وتفسير القرآن الكريم ، في وقت كان لا يسمح للصحابة بكتابة حديث الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا التحديث به ، بل كان يحبسهم في المدينة لئلاّ ينشروا حديث الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله. (راجع كنز العمّال / الحديث رقم ٤٨٦٥ ، وتذكرة الحفاظ / بترجمة عمر ، وتاريخ ابن كثير ٨ / ١٠٧).

وقد عظم نفوذ هؤلاء القصّاصين بعد عمر ، وتعاظم في عهد الاُمويّين ، واستمر في عهد العباسيين ، بالرغم من أنّ الإمام عليّاً عليه‌السلام كان قد طردهم من مساجد المسلمين.

ولا يبعد أن يكون دخول عقائد منحرفة كالتجسيم ، وعدم عصمة الأنبياء وغيرها من المفاهيم المنحرفة إلى مصادر المسلمين نتيجة هذا الحضور الفاعل منهم في السّاحة الإسلاميّة وتحت شعار الإسلام ونصح الحكّام.

وقد تميّز معاوية باتخاذ بطانة واسعة من أهل الكتاب ؛ حيث تلاحظ أنّ كاتبه ومستشاره نصراني ، وهو (السيرجون) ، كما أنّ طبيبه كان نصرانياً وهو (أثال) ، وشاعره أيضاً كان نصرانياً وهو (الأخطل) ، والشّام هي عاصمة نصارى الروم البيزنطيين قبل دخول الإسلام إليها. (راجع معالم المدرستين ٢ / ٥١ ـ ٥٣).

[٢] لأنّ عبيد الله بن زياد كان معارضاً لمعاوية في تولية العهد ليزيد ، انظر البداية والنهاية ٨ / ١٥٢.

نام کتاب : أعلام الهداية الإمام الحسين سيد الشهداء نویسنده : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست