فقام إليه عبد الله بن مسلم بن ربيعة
الحضرمي حليف بني اُميّة فقال : إنَّه لا يُصْلِحُ ما ترى أيّها الأمير إلاّ
الغُشْمُ ، وإنّ هذا الذي أنت عليه فيما بينك وبين عدوّك رأيُ المستضعفين. فقال له
النعمان : لئن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحبُّ إليّ مِنْ أن أكون من
الأعزّين في معصية الله [١].
أنصار
الاُمويّين يتداركون أُمورهم
كانت الكوفة تضمّ آنذاك فئةً من أنصار
الاُمويّين والمعارضين لأهل البيت عليهمالسلام
، وبين هذه الفئة كان بعض المنافقين الذين يتظاهرون بالتشيّع لأمير المؤمنين عليهالسلام فيما كانوا
يُبْطِنُونَ محبّة الاُمويّين ، الأمر الذي ساعدهم في اختراق صفوف شيعة أهل البيت عليهمالسلام والتجسس لصالح
الحكم الاُموي ، وكان من بين هؤلاء عبد الله الحضرمي الذي عاب على النعمان رأيَه
كما لاحظنا قبل قليل ؛ فقد كتب رسالةً إلى يزيد جاء فيها : أمّا بعد ، فإنّ مسلم
بن عقيل قد قَدِمَ الكوفة وبايعته الشّيعة للحسين بن عليّ بن أبي طالب ، فإن يكن
لك في الكوفة حاجة فابعثْ إليها رجلاً قويّاً ينفذ أمرك ، ويعمل مثل عملك في عدوّك
؛ فإنّ النعمان بن بشير رجل ضعيف ، أو هو يتضَعَّفُ [٢].
ويضيف المؤرّخون أنّه كتب إليه ـ يعني
إلى يزيد ـ عمارة بن عقبة بنحو كتابه ـ يعني كتاب الحضرمي ـ ، ثمّ كتب إليه عمر بن
سعد بن أبي وقّاص مثلَ ذلك [٣].