وفي خطاب آخر بعد أن توضّحت نوايا الغدر
والخذلان ، والإصرار على محاربة الإمام عليهالسلام
وطاعة يزيد الفاسق ، قال عليهالسلام
: «فسحقاً لكم
يا عبيد الأمة ، وشذّاذ الأحزاب ، ونَبَذَة الكتاب ، ونفثة الشّيطان ، وعصبة
الآثام ، ومحرّفي الكتاب ، ومطفئي السُّنن ، وقتلة أولاد الأنبياء ، ومبيدي عترة
الأوصياء ، وملحقي العهار بالنّسب ، ومؤذي المؤمنين ، وصُراخ أئمّة المستهزئين
الذين جعلوا القرآن عضين ، ولبئس ما قدّمت لهم أنفسهم وفي العذاب هم خالدون!».
ثمّ قال عليهالسلام
: «ألا وإنّ
الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين ؛ بين السلّة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة!
يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وجدود طابت ، وحجور طهرت ، واُنوف حميّة ، ونفوس
أبيّة لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ...»
[٢].
من هنا يمكن أن نخلص إلى أسباب ثورة
الإمام الحسين عليهالسلام
كما يلي :
١ ـ فساد
الحاكم وانحراف جهاز الحكومة
لم يعد في مقدور الإمام الحسين عليهالسلام أن يتوقّف عن
الحركة ؛ وهو يرى الانحراف الشّامل في زعامة الاُمّة الإسلاميّة ، فإذا كانت
السّقيفة قد زحزحت الخلافة عن صاحبها الشّرعي وهو الإمام عليّ عليهالسلام ، وتذرّع أتباعها
بدعوى حرمة نقض البيعة ولزوم الجماعة ، وحرمة تفريق كلمة الاُمّة ووجوب إطاعة
الإمام المنتخب بزعمهم ، فقد كان الإمام عليّ عليهالسلام
يسعى بنحو أو بآخر لإصلاح ما فسد من جرّاء فعل الخليفة غير المعصوم ، وقد شهد
الإمام الحسين عليهالسلام
جانباً من ذلك بوضوح خلال فترة حكم عثمان.
ولقد كانت بنود الصلح تضع قيوداً على
تصرّفات معاوية الذي اتّخذ