نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 182
وأمّا إذا كانت منافية له ، لم تكن حجّة
كقوله تعالى : (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)[١]
، أو قوله تعالى : (عَلَى الْعَرْشِ
اسْتَوَى)[٢] ، بعد قيام
الدليل العقلي القطعي على استحالة ثبوت مثل هذه الأمور للذات الإلهيّة المقدّسة.
الوجهُ
الثالث : أنّ النساء كنّ مدهوشات وحائرات الفكر
وغير شاعرات بواقعهنّ ، لمَدى الحُزن والأسى الذي تَملَكهنّ وسيطر عليهنّ لمقتل
الحسين عليهالسلام
وأصحابه ، فإذا كُنّ قد خرجنَ أمام الرجال الأجانب ، فهنّ غير ملتفتات إلى واقعهنّ
وغافلات عن الحكم الشرعي أو قل : ناسيات له ، فلا يكون الحكم فعليّاً أو مُنجّزاً
في حقّهنّ أو قل : إنّهن معذورات بالنسبة إليه ، وهذا الوجه له درجة من الوجاهة ، بعد
التنزّل عن الوجهين السابقين ، وهو المشهور بين الناس ، ولعلّه هو المقصود في
الزيارة لو كانت معتبرة سنداً ، إلاّ أنّه مع ذلك لا يخلو من استبعادٍ لأمرين
نذكرهما مع إحالة القناعة بهما إلى وجدان القارئ اللبيب :
الأمرُ
الأوّل : إنّ النساء كنّ كثيرات كعشرة أو أكثر ،
ولم تكن واحدة أو اثنتين مثلاً ، فإذا أمكنَ سيطرة الحزن بشدّة على واحدة أو
اثنتين ونحو ذلك ، لم يكن ذلك في الجميع باستمرار أو قل طيلة الوقت ، فلا أقلّ من
أنّ واحدة أو أكثر تلتفت لحالهنّ فيجب عليها تنبيههنّ على ذلك ويتمّ الأمر.
الأمر
الثاني : إنّه يُستبعد جدّاً أن يكون مقتضى
الحكمة الإلهيّة ذلك ؛ لأنّ الحسين عليهالسلام
وأصحابه قُتلوا في سبيل الله والدين ، فمن الصعب أو من السخف أن نتصوّر أنّ في
التقدير الإلهي أن يصدر العصيان الصريح ، والمنظر القبيح من نسائه الأشدّ ارتباطاً
به من بعد مقتله مباشرة.