نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 181
الروايات ، ممّا
يحصل رد فعلٍ غير مناسب لديهم ، فإمّا أن يسقط الخطيب من أنظارهم ، وإمّا أن
يتجرّأوا على الحرام ، بعنوان : أنّ أصحاب الأئمّة عليهمالسلام
، كانوا يعملون الحرام فلماذا لا نعمله ، وتكون الخطيئة في النتيجة في ذمّة الخطيب
الناقل للرواية.
ويحسن بنا الآن أن نذكر لهذا الأمر
مثالين يخطران على البال ؛ لأجل التدليل بهما أوّلاً ، ولأجل التعرّض إلى فلسفتهما
وأسبابهما ثانياً :
المثال
الأوّل :
قولهُ عن نساء الحسين عليهالسلام
في وصف حالهنّ بعد مقتله ، وذلك في زيارة الناحية : «فخرجنَ من الخدور ناشرات
الشعور ، على الخدود لاطمات ، وللوجوه سافرات ، وبالعويل داعيات ، وبعد العزّ
مُذلّلات ، وإلى مصرعك مُبادرات» [١].
حيث إنّ الظاهر الأوّلي لقوله : ناشرات
الشعور ، كونهنّ كذلك أمامَ الرجال الأجانب من المعسكر المعادي ، وهو ممّا لا شكّ
في حُرمته في الشريعة المقدّسة ، فيكون ذكرهُ من نسبة المحرّم إلى نساء الحسين عليهالسلام.
وجوابُ ذلك من وجوه :
الوجهُ
الأوّل : ضعف هذه الرواية سنداً ، فهي لا تقوم
كدليلٍ معتبر على أيّ شيء فيها ، فينتفي الأمر من أصله.
الوجه
الثاني : لو تنزّلنا وفرضناها معتبرة ، فالدليل
إنّما يكون معتبراً في حدود ما يمكن تصديقه والأخذ به من المعاني والأفكار ، وأمّا
ما لا يمكن فيه ذلك فلا يكون الدليل معتبراً أو حجّة فيه ، فإذا نَسَبت أيّة رواية
إلى هؤلاء الأجلاّء أيّ محرّم ـ والعياذ بالله ـ كانت هي الساقطة عن الحجيّة ، لا
أنّ التصديق بمضمونها يكون ممكناً ، وليست هذه الرواية ببدَعٍ عن ظواهر القرآن
الكريم ، حيث ثبتَ في علم الأصول أنّها إنّما تكون حجّة ، إذا لم تكن منافية
للدليل القطعي.
[١] زيارة الناحية
المقدّسة المرويّة عن الإمام الحجّة (عجّل الله فرجه).
نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 181