نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 125
ثالثاً
: إن كان لا يريد ذلك فليتحمّل القتل في
المدينة المنوّرة ، ولا حاجة إلى أن يخرج إلى العراق ، لكي يكون هو المقتول ولا
يكون على عياله بأس ، وقد وردَ عنه : «إنّ القوم إنّما يطلبونني ، ولو أصابوني
لذُهلوا عن طلب غيري» [١].
رابعاً
: إن كان يريد الخروج إلى الكوفة ،
فليَدَع عياله في المدينة مرتاحين في طيب العيش ، حتّى يصل إليهم تارةً أخرى ، أو
يصل إليهم خبر مقتله.
وهنا قد يخطر بالبال : أنّهُ أخذَ
عيالهُ معه لأجل قيامهنّ بالخَدَمات الاعتياديّة في الأسرة : كتقديم الطعام ، وغَسل
الثياب.
وجوابهُ
: إنّ هذا من خطل القول ؛ فإنّ هذه
المهمّة ممكن أن تكون موكولة إلى بعض الرجال المرافقين له ، كما يمكن استئجار نساء
اعتياديّات يقُمنَ بها ، ولا تكون هذه المهمّة مبرِّراً لاصطحاب النساء الجليلات
معهُ كزوجاته ، وبناته ، وأخته ، وغيرهنّ من الهاشميات. إذاً ، فتعريضهُ لهنّ للتعب
والسهر أوّلاً ، وللسبي ثانياً ؛ إطاعة لله عزّ وجل حين قال (ع) : «شاءَ الله أن
يراهنّ سبايا على أقتاب المطايا» [٢].
ولكثيرٍ من المصاعب الأخرى ، دليلٌ صريح على أنّهُ عليهالسلام
لم يهتمّ بهم الاهتمام الدنيوي المتوقّع من أيّ واحد من أهل الدنيا ، أمّا أنّهُ عليهالسلام لماذا أخذَ عيالهُ
معه؟ فهذا ما سنُجيب عليه في سؤالٍ آت.
نعم ، ينحصر الاهتمام بالعيال بمقدار
الضرورة ، وقد فعلَ ذلك سلام الله عليه ؛ وذلك أنّه هو المسؤول الحقيقي والرئيسي
عنهم أمام الله سبحانه ، فلا يمكنهُ التخلّي عن وظيفته الشرعيّة تجاههم ، وذلك في
عدّة أمور :
[١] مناقب ابن
شهرآشوب : ج ٣ ، ص ٢٤٨ ، أمالي الصدوق : مجلس ٣ ، ص ١٣٨ ، الطبري : ج ٦ ، ص ٢٣٨.