responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 290

وهؤلاء لقد جهلوا بحقيقة الحال ، وضلّوا عن ساحة الجمال ؛ حيث زعموا أنّ خزائن قدرته لقد نفدت ، فلا يقدر على خلق الأرواح بعد خلق الأرواح السابقة ، مع أنّ قدرته قدرة كاملة يفعل بها ما يشاء ، وهو على كلّ شيء قدير.

وقريب من ذلك القول ما زعمه بعض العارفين من أنّه إذا أراد الله تكميل عبد من عباده يهلك جماعة من الناس ليبرز أرواحهم فيه. وعليه حمل قول العطّار :

صد هزاران طفل سر ببريده شد

تا كليم الله صاحب ديده شده

فتأمّل.

قال الله تعالى : (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً).

أقول : لمّا بين في هذه السورة مقامات الأبرار ، وما به وصلوا إليها من الطاعات ، ودركات الأشرار ، وما به خذلوا فيها من ترك العبادات ، أشار في تلك الآية إلى أنّ السلوك في أحد المسلكين إنّما هو من اختيارات العبد ، وليس العبد مجبورا في ذلك السلوك حتّى يقدر ، إلّا أحدهما خاصّة ، بل هو مختار قادر على السلوكين ؛ كما قال : (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) [١] أي المقام مقام الاختيار ، فمن شاء اختار الإيمان ، فيترتّب عليه آثاره ، ومن شاء اختار الكفر ، فيترتّب عليه آثاره ؛ كما أشار إليه بقوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ


[١]الكهف : ٢٩.

نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست