ومنها
: أن يكون
منصوبا على المدح ، والتقدير أعني أو أريد أو أمدح.
وضعّف بأنّه
يلزم حينئذ أن يكون المقصود من الكأس هو المقصود من العين ، لكن التباين أولى من
الترادف.
ومنها
: أن يكون
منصوبا بنزع الخافض ، أي من كأس في عين أو من عين.
أقول
: ويحتمل
انتصابه على الحاليّة من قوله «من كأس» وهي لا تستلزم الاشتقاق دائما ، وإنّما هو
حكمها الأغلبيّ ، ففيه إشارة إلى أنّ الكأس الّتي يشربون منها ليست بحيث ينفد
شرابها بعد الشرب منها ككؤس الدنيا ، بل هي على حالها كالينبوع الّذي كلّما شرب
منه يكثر ماؤه ويزيد صفاؤه ، فعلم العارف بمراتب التوحيد يترقّى في كلّ حين بحسب
سعيه ، ولا يتبدّل بالجهل أبدا ، وإن بذل للمستعدّين الطالبين.
كيف وهو كالنور
الّذي يستضاء منه ، فكما أنّه لا ينقص بكثرة ما يستضاء منه ، كذلك علم العارف لا
ينقص بكثرة التعلّم منه. وذلك واضح.
التاسعة
: قال العارف :
اعلم أنّ المراد بالعين هو العقل العاشر من العقول العشرة المنتهية إلى الينبوع
الأكبر ، وهو الواجب الأوّل جلّ ذكره وذلك العقل هو المسمّى بالعقل الفعّال أي
الفاعل لكلّ ما في العالم السفليّ ، وإنّما أطلق اسم العين عليه لأنّ العين لمّا
كانت هي الينبوع الّذي يروي العالم وينتفع به ويأخذ كلّ شخص حصّته للشرب والزرع
وأنواع الانتفاعات ، وكان العقل لكثرة إفاضته بحسب الاستعدادات المختلفة يأخذ كلّ
ممكن منه بحسب إمكانه حصّته ، كان بينهما مشابهة من هذا الوجه ، فأطلق اسم العين
عليه لأجلها.