responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 4  صفحه : 669

وَ الْجَمَالُ،وَ مَا أُعْطِيَ الْحُسْنَ وَ الْجَمَالَ فِي زَمَانِكَ إِلاَّ جَدُّكَ يُوسُفُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ إِنَّ فِي الْقَرْيَةِ فُسَّاقٌ كَثِيرَةٌ،وَ أَنْتِ تَخْدُمِينَ،وَ أَخْشَى عَلَيْكِ مِنْ مَكَائِدِ إِبْلِيسَ اللَّعِينَ.فَبَكَتْ رَحْمَةُ،وَ قَالَتْ:يَا نَبِيَّ اللَّهِ،مَا جَزَائِي مِنْكَ إِلاَّ أَنْ تَتَّهِمَنِي وَ تَنْسُبَنِي إِلَى ذَلِكَ،وَ أَنَا مِنْ بَنَاتِ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ الطَّاهِرِينَ؟!وَ حَقِّ آبَائِي وَ أَجْدَادِي مَا مِلْتُ بِعَيْنِي إِلَى آدَمِيٍّ بَعْدَكَ.فَعِنْدَ ذَلِكَ أَذِنَ لَهَا أَيُّوبُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)بِالْخِدْمَةِ.

وَ كَانَتْ تَخْدُمُ أَهْلَ الْبَثْنَةِ فِي سَقْيِ الْمَاءِ،وَ كَنْسِ الْبُيُوتِ،وَ إِخْرَاجِ الْمَزَابِلِ،وَ غَسْلِ الثِّيَابِ وَ الْخِرَقِ، وَ يُعْطُونَهَا الْأُجْرَةَ وَ تُنْفِقُهَا عَلَى أَيُّوبَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فِي طَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ،فَأَقْبَلَ إِبْلِيسُ فِي صُورَةِ شَيْخٍ كَبِيرٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى أَهْلِ الْقَرْيَةِ،فَقَالَ لَهُمْ:كَيْفَ تَطِيبُ أَنْفُسُكُمْ بِامْرَأَةٍ تُعَالِجُ مِنْ زَوْجِهَا الْقَيْحَ،وَ الصَّدِيدَ،وَ نَتَنَ الرَّائِحَةِ،ثُمَّ تَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ وَ تُدْخِلُ يَدَيْهَا فِي أَوْعِيَتِكُمْ،وَ طَعَامِكُمْ،وَ شَرَابِكُمْ؟قَالَ:فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ،وَ لَمْ يَتْرُكُوا رَحْمَةَ أَنْ تَدْخُلَ بُيُوتَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ.فَكَرِهَتْ رَحْمَةُ أَنْ تُخْبِرَ أَيُّوبَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)بِذَلِكَ حَتَّى لاَ يَزْدَادَ حُزْناً عَلَى حُزْنِهِ،وَ كَانَ الْقَوْمُ لاَ يَسْتَخْدِمُونَهَا،وَ كَانُوا يُعْطُونَهَا الشَّيْءَ فَتُطْعِمُهُ ذَلِكَ،وَ لاَ تُخْبِرُهُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِهَا».

قَالَ:«فَاشْتَدَّ بِأَيُّوبَ الْبَلاَءُ وَ نَتْنُ رَائِحَتِهِ،حَتَّى لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْقَرْيَةِ أَنْ يَسْتَقِرَّ فِي بَيْتِهِ لِشِدَّةِ نَتْنِ الرَّائِحَةِ،وَ لَمْ يَدْرُوا مَا يَصْنَعُونَ،فَاجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يُرْسِلُوا عَلَيْهِ كِلاَباً لِتَأْكُلَهُ،فَبَلَغَ ذَلِكَ رَحْمَةَ،فَجَاءَتْ إِلَى أَيُّوبَ فَأَخْبَرَتْهُ بِذَلِكَ،فَقَالَ لَهَا:يَا رَحْمَةُ،لَمْ يَكُنِ اللَّهُ تَعَالَى بِالَّذِي يُسَلِّطُ عَلَيَّ الْكِلاَبَ وَ أَنَا نَبِيُّهُ وَ ابْنُ أَنْبِيَائِهِ.قَالَ:

فَجَمَعَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ كِلاَبَ الرُّعَاةِ،فَأَرْسَلُوهَا عَلَى أَيُّوبَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَجَاءَتْ إِلَيْهِ تَعْدُو،فَلَمَّا تَقَارَبَتْ مِنْهُ رَجَعَتْ إِلَى خَلْفِهَا،فَهَرَبَتِ الْكِلاَبُ عَنِ الْبِلاَدِ حَتَّى لَمْ يَكُنْ فِي تِلْكَ الْقَرْيَةِ كَلْبٌ وَاحِدٌ.

وَ كَانَ الْقَوْمُ يَأْتُونَ أَيُّوبَ،وَ يَقُولُونَ لَهُ:لاَ صَبْرَ لَنَا عَلَى بَلِيَّتِكَ،إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ عَنَّا وَ إِلاَّ رَجَمْنَاكَ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ فَنَسْتَرِيحُ مِنْكَ.فَقَالَ لَهُمْ أَيُّوبَ:لاَ تَرْجُمُونِي بِالْحِجَارَةِ،وَ لَكِنْ أَخْرِجُونِي مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِلَى بَعْضِ مَزَابِلِكُمْ، فَإِنِّي أَرْجُو مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ لاَ يُضِيعَنِي.فَقَالُوا لَهُ:إِنَّا نَسْتَقْذِرُكَ وَ أَنْتَ بَعِيدٌ عَنَّا،فَكَيْفَ نَدْنُو مِنْكَ وَ نَحْمِلُكَ؟ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ.

فَقَالَ أَيُّوبُ لِرَحْمَةَ:أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الطَّاهِرَةُ الْبَارَّةُ،قَدْ عَرَفْتِ أَنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ قَدْ بَغَضُونِي وَ مَلُّونِي،فَقِفِي عَلَى مَفْرِقِ الطَّرِيقِ،فَلَعَلَّكِ أَنْ تَقِفِي عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فَتُخْبِرِينَهُ بِقِصَّتِي،وَ تَسْأَلِيهِ أَنْ يُعِينَكِ عَلَى حَمْلِي مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ.فَقَالَتْ رَحْمَةُ:لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى بَلَدِ كَذَا وَ كَذَا وَ أَتَّخِذَ لَكَ هُنَاكَ عَرِيشاً.

ثُمَّ وَقَفَتْ عَلَى الطَّرِيقِ تَنْظُرُ مَنْ يَمُرُّ بِهَا،وَ إِذَا هِيَ بِرَجُلَيْنِ كَأَنَّهُمَا قَمَرَيْنِ،تَفُوحُ مِنْهُمَا رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ،فَتَوَسَّمَتْ فِيهِمَا الْخَيْرَ،وَ اسْتَحْيَتْ أَنْ تَسْأَلَهُمَا عَنْ حَاجَتِهَا،فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهَا قَالاَ لَهَا:وَ أَيْنَ أَيُّوبُ خَلِيلُنَا وَ صَدِيقُنَا،وَ كَيْفَ هُوَ عَلَى بَلاَئِهِ؟فَأَخْبَرَتْهُمَا بِحَالِهِ،وَ ضَجَرِ أَهْلِ الْقَرْيَةِ مِنْهُ،وَ كَيْفَ سَوَّتْ لَهُ الْعَرِيشَ عَلَى الْمَزْبَلَةِ،ثُمَّ قَالَتْ لَهُمَا:إِنَّ لِي إِلَيْكُمَا حَاجَةً،وَ هِيَ دَعْوَةٌ مِنْكُمَا لَهُ بِالْعَافِيَةِ.فَقَالاَ لَهَا:نَعَمْ،فَإِذَا رَجَعْتِ إِلَيْهِ فَأَقْرِئِيهِ مِنَّا السَّلاَمَ.ثُمَّ إِنَّهُمَا مَضَيَا، فَانْصَرَفَتْ رَحْمَةُ إِلَى أَيُّوبَ،وَ أَخْبَرَتْهُ بِحَدِيثِ الرَّجُلَيْنِ وَ مَا كَانَ مِنْهُمَا،فَصَاحَ أَيُّوبُ صَيْحَةً،وَ قَالَ: وَا شَوْقَاهْ إِلَيْكَ يَا جَبْرَئِيلُ، وَا شَوْقَاهْ إِلَيْكَ يَا مِيكَائِيلُ،ثُمَّ قَالَ:يَا رَحْمَةُ،وَ مَنْ مِثْلُكِ الْآنَ وَ قَدِ كَلَّمَتْكِ الْمَلاَئِكَةُ.فَقَالَتْ لَهُ رَحْمَةُ:قَدْ هَيَّأْتُ لَكَ الْعَرِيشَ،وَ لَكِنْ اصْبِرْ حَتَّى أَقِفَ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ لَعَلَّ أَحَداً يَمُرُّ بِي فَيُسَاعِدَنِي عَلَى حَمْلِكَ.

نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 4  صفحه : 669
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست