يعني مقيدين،قد شد بعضهم إلى بعض،و هم الذين عصوا سليمان(عليه السلام)حين سلبه اللّه عزّ و جلّ ملكه.
99-/9100 _5- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ:وَ قَالَ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُلْكَ سُلَيْمَانَ فِي خَاتَمِهِ،فَكَانَ إِذَا لَبِسَهُ حَضَرَتْهُ الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ وَ الشَّيَاطِينُ،وَ جَمِيعُ الطَّيْرِ،وَ الْوُحُوشِ وَ أَطَاعُوهُ،فَيَقْعُدُ عَلَى كُرْسِيِّهِ،وَ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحاً تَحْمِلُ الْكُرْسِيَّ بِجَمِيعِ مَا عَلَيْهِ مِنَ الشَّيَاطِينِ،وَ الطَّيْرِ،وَ الْإِنْسِ،وَ الدَّوَابِّ،وَ الْخَيْلِ،فَتَمُرُّ بِهَا فِي الْهَوَاءِ إِلَى مَوْضِعٍ يُرِيدُهُ سُلَيْمَانُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ كَانَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ بِالشَّامِ،وَ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِفَارِسَ،وَ كَانَ يَأْمُرُ الشَّيَاطِينَ أَنْ تَحْمِلَ الْحِجَارَةَ مِنْ فَارِسَ يَبِيعُونَهَا [1] بِالشَّامِ،فَلَمَّا مَسَحَ أَعْنَاقَ الْخَيْلِ وَ سُوقَهَا بِالسَّيْفِ سَلَبَهُ اللَّهُ مُلْكَهُ،وَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ دَفَعَ خَاتَمَهُ إِلَى بَعْضِ مَنْ يَخْدُمُهُ،فَجَاءَ شَيْطَانٌ فَخَدَعَ خَادِمَهُ،وَ أَخَذَ مِنْهُ الْخَاتَمَ وَ لَبِسَهُ،فَخَرَّتْ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ، وَ الْإِنْسُ،وَ الْجِنُّ،وَ الطُّيُورُ،وَ الْوُحُوشُ،وَ خَرَجَ سُلَيْمَانُ فِي طَلَبِ الْخَاتَمِ فَلَمْ يَجِدْهُ،فَهَرَبَ،وَ مَرَّ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَ أَنْكَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّيْطَانَ الَّذِي تَصَوَّرَ فِي صُورَةِ سُلَيْمَانَ،وَ صَارُوا إِلَى أُمِّهِ،فَقَالُوا لَهَا،أَ تُنْكِرِينَ مِنْ سُلَيْمَانَ شَيْئاً؟فَقَالَتْ:كَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِي،وَ هُوَ الْيَوْمَ يُبْغِضُنِي [2]!وَ صَارُوا إِلَى جَوَارِيهِ وَ نِسَائِهِ،فَقَالُوا:أَ تُنْكِرْنَ مِنْ سُلَيْمَانَ شَيْئاً؟قُلْنَ:كَانَ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِي الْحَيْضِ،وَ هُوَ الْآنَ يَأْتِينَا فِي الْحَيْضِ [3]! فَلَمَّا خَافَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَفْطُنُوا بِهِ أَلْقَى الْخَاتَمَ فِي الْبَحْرِ،فَبَعَثَ اللَّهُ سَمَكَةً فَالْتَقَمَتْهُ،وَ هَرَبَ الشَّيْطَانُ،فَبَقِيَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَطْلُبُونَ سُلَيْمَانَ أَرْبَعِينَ يَوْماً،وَ كَانَ سُلَيْمَانُ يَمُرُّ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ،يَبْكِي،وَ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،تَائِباً إِلَى اللَّهِ مِمَّا كَانَ مِنْهُ،فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً مَرَّ بِصَيَّادٍ يَصِيدُ السَّمَكَ،فَقَالَ لَهُ:أُعِينُكَ عَلَى أَنْ تُعْطِيَنِي مِنَ السَّمَكِ شَيْئاً؟ قَالَ:نَعَمْ.فَأَعَانَهُ سُلَيْمَانُ،فَلَمَّا اصْطَادَ دَفَعَ إِلَى سُلَيْمَانَ سَمَكَةً،فَأَخَذَهَا،فَشَقَّ بَطْنَهَا،وَ ذَهَبَ يَغْسِلُهَا،فَوَجَدَ الْخَاتَمَ فِي بَطْنِهَا،فَلَبِسَهُ،فَخَرَّتْ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ،وَ الْجِنُّ،وَ الْإِنْسُ،وَ الطَّيْرُ،وَ الْوَحْشُ،وَ رَجَعَ إِلَى مَا كَانَ،وَ طَلَبَ ذَلِكَ الشَّيْطَانَ وَ جُنُودَهُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ،فَقَيَّدَهُمْ،وَ حَبَسَ بَعْضَهُمْ فِي جَوْفِ الْمَاءِ،وَ بَعْضَهُمْ فِي جَوْفِ الصَّخْرِ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ،فَهُمْ مَحْبُوسُونَ مُعَذَّبُونَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
قَالَ:وَ لَمَّا رَجَعَ سُلَيْمَانُ إِلَى مِلْكِهِ قَالَ لِآصَفَ بْنِ بَرْخِيَا،وَ كَانَ آصَفُ كَاتِبَ سُلَيْمَانَ،وَ هُوَ الَّذِي كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ:قَدْ عَذَرْتُ النَّاسَ بِجَهَالَتِهِمْ،فَكَيْفَ أَعْذِرُكَ؟قَالَ:لاَ تَعْذِرُنِي،فَقَدْ عَرَفْتُ الشَّيْطَانَ الَّذِي أَخَذَ خَاتَمَكَ،وَ أَبَاهُ،وَ أُمَّهُ،وَ عَمَّهُ،وَ خَالَهُ،وَ لَقَدْ قَالَ لِي:اُكْتُبْ لِي.فَقُلْتُ لَهُ:إِنَّ قَلَمِي لاَ يَجْرِي بِالْجَوْرِ.فَقَالَ:اِجْلِسْ،وَ لاَ تَكْتُبْ.فَكُنْتُ أَجْلِسُ وَ لاَ أَكْتُبُ شَيْئاً،وَ لَكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْكَ يَا سُلَيْمَانُ،صِرْتَ تُحِبُّ الْهُدْهُدَ وَ هُوَ أَخَسُّ الطَّيْرِ مَنْبِتاً، وَ أَنْتَنُهُنَّ رِيحاً.قَالَ:إِنَّهُ يُبْصِرُ الْمَاءَ مِنْ وَرَاءِ الصَّفَا الْأَصَمِّ.قَالَ:وَ كَيْفَ يُبْصِرُ الْمَاءَ مِنْ وَرَاءِ الصَّفَا،وَ إِنَّمَا يُوَارَى عَنْهُ الْفَخُّ بِكَفٍّ مِنْ تُرَابٍ حَتَّى يُؤْخَذَ بِعُنُقِهِ؟فَقَالَ سُلَيْمَانُ:قِفْ يَا وَقَّافُ،إِنَّهُ إِذَا جَاءَ الْقَدَرُ حَالَ دُونَ الْبَصَرِ».
[1] في«ط»:يبعثونها.
[2] في نسخة من«ط»زيادة:و يعصيني.
[3] (و هو الآن يأتينا في الحيض)ليس في المصدر.