/9078 _3-علي بن إبراهيم:قوله: إِنّٰا سَخَّرْنَا الْجِبٰالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِشْرٰاقِ يعني إذا طلعت الشمس وَ الطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوّٰابٌ* وَ شَدَدْنٰا مُلْكَهُ وَ آتَيْنٰاهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطٰابِ .
99-/9079 _4- ابْنُ بَابَوَيْهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)،قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ هَاشِمٍ،عَنْ أَبِي الصَّلْتِ الْهَرَوِيِّ،قَالَ: كَانَ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)يُكَلِّمُ النَّاسَ بِلُغَاتِهِمْ،وَ كَانَ وَ اللَّهِ أَفْصَحَ النَّاسِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِكُلِّ لِسَانٍ وَ لُغَةٍ،فَقُلْتُ لَهُ يَوْماً:يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،إِنِّي لَأَعْجَبُ مِنْ مَعْرِفَتِكَ بِهَذَا اللُّغَاتِ عَلَى اخْتِلاَفِهَا! فَقَالَ:«يَا أَبَا الصَّلْتِ،أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ،وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَتَّخِذَ حُجَّةً عَلَى قَوْمٍ وَ هُوَ لاَ يَعْرِفُ لُغَاتِهِمْ،أَ مَا بَلَغَكَ مَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):وَ أُوتِينَا فَصْلَ الْخِطَابِ؟فَهَلْ فَصْلُ الْخِطَابِ إِلاَّ مَعْرِفَةُ اللُّغَاتِ؟».
/9080 _5-علي بن إبراهيم:في قوله: وَ هَلْ أَتٰاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرٰابَ يعني نزلوا من المحراب إِذْ دَخَلُوا عَلىٰ دٰاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ إلى قوله: وَ خَرَّ رٰاكِعاً وَ أَنٰابَ .
/9081 _6-ثم
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ،عَنْ هِشَامٍ،عَنِ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ:
«إِنَّ دَاوُدَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)لَمَّا جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ،وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الزَّبُورَ،أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى الْجِبَالِ وَ الطَّيْرِ أَنْ يُسَبِّحْنَ مَعَهُ،وَ كَانَ سَبَبُهُ أَنَّهُ إِذَا صَلَّى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ قَامَ وَزِيرُهُ بَعْدَ مَا يَفْرُغُ مِنَ الصَّلاَةِ فَيَحْمَدُ اللَّهَ، وَ يُسَبِّحُهُ،وَ يُكَبِّرُهُ،وَ يُهَلِّلَهُ،ثُمَّ يَمْدَحُ الْأَنْبِيَاءَ(عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ)نَبِيّاً نَبِيّاً،وَ يَذْكُرُ مِنْ فَضْلِهِمْ،وَ أَفْعَالِهِمْ،وَ شُكْرِهِمْ،وَ عِبَادَتِهِمْ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى،وَ الصَّبْرِ عَلَى بَلاَئِهِ،وَ لاَ يَذْكُرُ دَاوُدَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَنَادَى دَاوُدُ رَبَّهُ،فَقَالَ:يَا رَبِّ،قَدْ أَنْعَمْتَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِمَا أَثْنَيْتَ عَلَيْهِمْ،وَ لَمْ تُثْنِ عَلَيَّ.فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ:هَؤُلاَءِ عِبَادٌ ابْتَلَيْتُهُمْ فَصَبَرُوا،وَ أَنَا أُثْنِي عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ.فَقَالَ:يَا رَبِّ،فَابْتَلِنِي حَتَّى أَصْبِرَ.فَقَالَ:يَا دَاوُدُ،تَخْتَارُ الْبَلاَءَ عَلَى الْعَافِيَةِ؟إِنِّي ابْتَلَيْتُ هَؤُلاَءِ وَ لَمْ أُعْلِمْهُمْ، وَ أَنَا أَبْتَلِيكَ وَ أُعْلِمُكَ أَنَّ بَلاَئِي فِي سَنَةِ كَذَا،وَ شَهْرِ كَذَا،وَ يَوْمِ كَذَا.
وَ كَانَ دَاوُدُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)يُفَرِّغُ نَفْسَهُ لِعِبَادَتِهِ يَوْماً،وَ يَقْعُدُ فِي مِحْرَابِهِ،وَ يَوْماً يَقْعُدُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي وَعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اشْتَدَّتْ عِبَادَتُهُ،وَ خَلاَ فِي مِحْرَابِهِ،وَ حَجَبَ النَّاسَ عَنْ نَفْسِهِ،وَ هُوَ فِي مِحْرَابِهِ يُصَلِّي فَإِذَا بِطَائِرٍ قَدْ وَقَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ،جَنَاحَاهُ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ،وَ رِجْلاَهُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ،وَ رَأْسُهُ وَ مِنْقَارُهُ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ زَبَرْجَدٍ،فَأَعْجَبَهُ جِدّاً،وَ نَسِيَ مَا كَانَ فِيهِ،فَقَامَ لِيَأْخُذَهُ،فَطَارَ الطَّائِرُ فَوَقَعَ عَلَى حَائِطٍ بَيْنَ دَاوُدَ وَ بَيْنَ أُورِيَا ابْنِ حَنَانٍ،وَ كَانَ دَاوُدُ قَدْ بَعَثَ أُورِيَا فِي بَعْثٍ،فَصَعِدَ دَاوُدُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)الْحَائِطَ لِيَأْخُذَ الطَّائِرَ وَ إِذَا امْرَأَةُ أُورِيَا جَالِسَةٌ تَغْتَسِلُ،فَلَمَّا رَأَتْ ظِلَّ دَاوُدَ نَشَرَتْ شَعْرَهَا،وَ غَطَّتْ بِهِ بَدَنَهَا،فَنَظَرَ إِلَيْهَا دَاوُدُ.فَافْتَتَنَ بِهَا،وَ رَجَعَ إِلَى مِحْرَابِهِ،وَ نَسِيَ مَا كَانَ فِيهِ،وَ كَتَبَ إِلَى صَاحِبِهِ فِي ذَلِكَ الْبَعْثِ:لَمَّا أَنْ تَصِيرَ إِلَى مَوْضِعِ كَيْتَ وَ كَيْتَ،يُوضَعُ التَّابُوتُ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ عَدُوِّهِمْ.