لاَ يَفْتُرُونَ،وَ لَوْ حَسَّ شَيْءٌ مِمَّا فَوْقَ مَا قَامَ لِذَلِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ،بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْإِحْسَاسِ الْجَبَرُوتُ وَ الْكِبْرِيَاءُ وَ الْعَظَمَةُ وَ الْقُدْسُ وَ الرَّحْمَةُ وَ الْعِلْمُ،وَ لَيْسَ وَرَاءَ هَذَا مَقَالٌ».
99-/7123 _6- وَ عَنْهُ،قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرَانَ الدَّقَّاقُ(رَحِمَهُ اللَّهُ)،«قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَرْمَكِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ،قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَنِ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِيِّ-وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)-:«فَمِنِ اخْتِلاَفِ صِفَاتِ الْعَرْشِ أَنَّهُ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: رَبِّ الْعَرْشِ عَمّٰا يَصِفُونَ ،وَ هُوَ وَصْفُ عَرْشِ الْوَحْدَانِيَّةِ،لِأَنَّ قَوْماً أَشْرَكُوا كَمَا قُلْتُ لَكَ،قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: رَبِّ الْعَرْشِ ،رَبِّ الْوَحْدَانِيَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ وَ قَوْماً وَصَفُوهُ بِيَدَيْنِ،فَقَالُوا:يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ.وَ قَوْماً وَصَفُوهُ بِالرِّجْلَيْنِ،فَقَالُوا:وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ،فَمِنْهَا ارْتَقَى إِلَى السَّمَاءِ.وَ قَوْماً وَصَفُوهُ بِالْأَنَامِلِ،فَقَالُوا:إِنَّ مُحَمَّداً(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)قَالَ:إِنِّي وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ عَلَى قَلْبِي.
فَلِمِثْلِ هَذِهِ الصِّفَاتِ قَالَ: رَبِّ الْعَرْشِ عَمّٰا يَصِفُونَ يَقُولُ:رَبِّ الْمَثَلِ الْأَعْلَى عَمَّا بِهِ مَثَّلُوهُ،وَ لِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى الَّذِي لاَ يُشْبِهُهُ شَيْءٌ،وَ لاَ يُوصَفُ وَ لاَ يُتَوَهَّمُ،فَذَلِكَ الْمَثَلُ الْأَعْلَى.وَ وَصَفَ الَّذِينَ لَمْ يُؤْتَوْا مِنَ اللَّهِ فَوَائِدَ الْعِلْمِ،فَوَصَفُوا رَبَّهُمْ بِأَدْنَى الْأَمْثَالِ،وَ شَبَّهُوهُ بِالْمُتَشَابِهِ مِنْهُمْ فِيمَا جَهِلُوا بِهِ،فَلِذَلِكَ قَالَ: وَ مٰا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّٰ قَلِيلاً [1].
فَلَيْسَ لَهُ شِبْهٌ وَ لاَ مِثْلٌ وَ لاَ عِدْلٌ،وَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الَّتِي لاَ يُسَمَّى بِهَا غَيْرُهُ،وَ هِيَ الَّتِي وَصَفَهَا اللَّهُ فِي الْكِتَابِ،فَقَالَ: فَادْعُوهُ بِهٰا وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمٰائِهِ [2]جَهْلاً بِغَيْرِ عِلْمٍ،فَالَّذِي يُلْحِدُ فِي أَسْمَائِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ يُشْرِكُ،وَ هُوَ لاَ يَعْلَمُ،وَ يَكْفُرُ بِهِ وَ هُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ يُحْسِنُ،فَلِذَلِكَ قَالَ: وَ مٰا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّٰهِ إِلاّٰ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ [3]،فَهُمُ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَيَضَعُونَهَا غَيْرَ مَوَاضِعِهَا.
يَا حَنَانُ،إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَمَرَ أَنْ يُتَّخَذَ قَوْمٌ أَوْلِيَاءَ فَهُمُ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الْفَضْلَ وَ خَصَّهُمْ بِمَا لَمْ يَخُصَّ بِهِ غَيْرَهُمْ،فَأَرْسَلَ مُحَمَّداً(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)فَكَانَ الدَّلِيلَ عَلَى اللَّهِ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّى مَضَى دَلِيلاً هَادِياً،فَقَامَ مِنْ بَعْدِهِ وَصِيُّهُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)دَلِيلاً هَادِياً عَلَى مَا كَانَ هُوَ دَلَّ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ رَبِّهِ مِنْ ظَاهِرِ عِلْمِهِ،ثُمَّ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ(عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ)».
و الحديث طويل يأتي بتمامه في قوله تعالى: هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ من سورة النمل [4] إن شاء اللّه تعالى.
[1] الإسراء 17:85.
[2] الأعراف 7:180.
[3] يوسف 12:106.
[4] يأتي في الحديث(1)من تفسير الآية(26)من سورة النخل.